السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٢ - الصفحة ١٥٣
وسئل ابن عباس رضى الله تعالى عنهما هل تجد الصلوات الخمس في كتاب الله تعالى فقال نعم وتلا قوله تعالى * (فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السماوات والأرض وعشيا وحين تظهرون) * أراد بحين تمسون المغرب والعشاء وبحين تصبحون الفجر وبعشيا العصر وبحين تظهرون الظهر وإطلاق التسبيح بمعنى الصلاة جاء في قوله تعالى * (فلولا أنه كان من المسبحين) * قال القرطبي أي من المصلين وفى الكشاف عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما كل تسبيح في القرآن فهو صلاة والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب = باب عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه على القبائل من العرب ان يحموه ويناصروه على ما جاء به من الحق أي لأنه صلى الله عليه وسلم أخفى رسالته ثلاث سنين ثم أعلن بها في الرابعة على ما تقدم ودعا إلى الإسلام عشر سنين يوافى الموسم كل عام يتبع الحجاج في منازلهم أي بمنى والموقف يسأل عن القبائل قبيلة قبيلة ويسأل عن منازلهم ويأتي إليهم في أسواق المواسم وهى عكاظ ومجنة وذو المجاز فقد تقدم أن العرب كانت إذا حجت تقيم بعكاظ شهر شوال ثم تجئ إلى سوق مجنة تقيم فيه عشرين يوما ثم تجئ سوق ذي المجاز فتقيم به إلى أيام الحج يدعوهم إلى أن يمنعوه حتى يبلغ رسالات ربه فعن جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على الناس في الموقف ويقول ألا رجل يعرض على قومه فإن قريشا قد منعوني أن أبلغ كلام ربى وعن بعضهم رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يهاجر إلى المدينة يطوف على الناس في منازلهم أي بمنى يقول يا أيها الناس إن الله يأمركم أن تتركوا دين آبائكم فسألت من هذا الرجل فقيل أبو لهب يعنى عمه وفى رواية عن أبي طارق رضى الله تعالى عنه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسوق ذي المجاز يعرض نفسه على قبائل العرب يقول يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله
(١٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 ... » »»