* وقد كان رب العالمين مطالبا بخمسين فرضا كل يوم وليلة * * فأبقيت أجر الكل ما اختل ذرة وخففت الخمسون عنا بخمسة * وفيه النسخ قبل التمكن من الفعل وهو يرد قول المعتزلة القائلين بأنه لا يجوز النسخ قبل التمكن من الفعل ودخول وقته والظاهر من الخمسين التي فرضت أولا أن كل صلاة من الخمس تكرر عشر مرات فما زاد على الخمس مساولها ويحتمل أن تكون صلوات أخر مغايرة لتلك الخمس ولم أقف على بيان تلك الصلوات وعلى أن الخمسين لم تنسخ في حقه صلى الله عليه وسلم لم أقف على ما يدل على أنه صلى الله عليه وسلم صلاها ولا على كيفية صلاته صلى الله عليه وسلم صلاها ولا على كيفية صلاته صلى الله عيله وسلم لها وإلى عروجه صلى الله عليه وسلم ورجوعه أشار صاحب الهمزية بقوله * وطوى الأرض سائرا والسماوات العلا فوقها له إسراء * * فصف الليلة التي كان للمختا ر فيها على البراق استواء * * وترقى به إلى قاب قوسين وتلك السيادة القعساء * * رتب تسقط الأماني حسرى دونها ما وراءهن وراء * * وتلقى من ربه كلمات كل علم في شمسهن هباء * * زاخرات البحار يغرق في قط رتها العالمون والحكماء * أي وطوى الأرض حالة كونه صلى الله عليه وسلم سائرا عليها إلى المدينة عند الهجرة كما طويت له صلى الله عليه وسلم قبل ذلك السماوات العلا لما كان له صلى الله عليه وسلم فوقها إسراء أي ليلة الإسراء إلى أن جاوزها جميعها في أسرع وقت فصف تلك الليلة التي كان للمختار فيها على البراق استواء واستقرار وصعد به ذلك البراق إلى مقدار قاب قوسين وتلك الرتبة التي وصل إليها صلى الله عليه وسلم هي السعادة الثابتة التي لا يعتريها نقص ولا زوال وهذه رتب تسقط دونها الأماني حسرى ذات إعياء وتعب ما قدامهن قدام أي ليس بعدها من رتبة ينالها أحد غيره صلى الله عليه وسلم وتلقى من ربه كلمات ما عداها بالنسبة إليها كالهباء وهو ما يرى في ضوء الشمس وبث سبحانه
(١٣٤)