السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٢ - الصفحة ١٣١
أقول لعل المراد بمن صحبك من كان تابعا لك في دينك عاملا بسنتك أي وهو مراد جبريل بأمته صلى الله عليه وسلم في قوله أن أبسط جناحي لأمتك على الصراط والله أعلم وفى رواية إنه صلى الله عليه وسلم لما رأى الحق سبحانه وتعالى خر ساجدا قال صلى الله عليه وسلم فأوحى الله عز وجل إلى ما أوحى وقد ذكر الثعلبي والقشعرى في تفسير قوله تعالى * (فأوحى إلى عبده ما أوحى) * أن من جملة ما أوحى إليه إن الجنة حرام على الأنبياء حتى تدخلها يا محمد وعلى الأمم حتى تدخلها أمتك قال القشيري وأوحى إليه خصصتك بحوض الكوثر فكل أهل الجنة أضيافك بالماء ولهم الخمر واللبن والعسل ففرض على خمسين صلاة في كل يوم وليلة أقول تقدم أن من جملة ما أوحى إليه في هذا الموطن من القرآن خواتيم سورة البقرة وبعض سورة الضحى وبعض ألم نشرح وقد تقدم ذلك عند الكلام على أنواع الوحي وقدمنا أنه يضم لذلك هو الذي يصلى عليكم وملائكته الآية على ما تقدم هذا وفى حديث رواته ثقات لما وصلت إلى السماء السابعة قال لي جبريل عليه السلام رويدا أي قف قليلا فإن ربك يصلى قلت أهو يصلى وفى لفظ كيف يصلى وفى لفظ أخر قلت يا جبريل أيصلى ربك قال نعم قلت وما يقول قال يقول سبوح قدوس رب الملائكة والروح سبقت رحمتي غضبى ولا مانع من تكرر وقوع ذلك له صلى الله عليه وسلم من جبريل ومن غيره في السماء السابعة وفيما فوقها لكن يبعد تعجبه صلى الله عليه وسلم من كونه عز وجل يصلى في المرة الثانية وما بعدها وورد أن بني إسرائيل سألوا موسى هل يصلى ربك فبكى موسى عليه الصلاة والسلام لذلك فقال الله تعالى يا موسى ما قالوا لك فقال قالوا الذي سمعت قال أخبرهم أنى أصلى وأن صلاتي تطفئ غضبى والله أعلم قال صلى الله عليه وسلم فنزلت إلى موسى أي وفى رواية ثم انجلت تلك السحابة أي عند وصوله إلى سدرة المنتى الذي هو المحل الذي وقف فيه جبريل فأخذ بيده جبريل فانصرف سريعا فأتى على إبراهيم فلم يقل شيئا ثم أتى على موسى وهذا
(١٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 ... » »»