ثم رأيت في كتاب السنن المأثورة عن إمامنا الشافعي رضي الله تعالى عنه ما رواه المزنى عنه خيار قريش خيار الناس وشرار قريش خيار شرار الناس وفي الحديث ولاة هذا الأمر فبر الناس تبع لبرهم وفاجرهم تبع لفاجرهم ومن ثم قال الطحاوي قريش أهل أمانة هكذا قرأه علينا المزنى أهل أمانة أي بالنون وإنما هو أهل إمامة أي بالميم وفي كلام فقهائنا قريش قطب العرب وفيهم الفتوة ومما يدل على شرف هذا النسب أيضا ما جاء عن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه إن الله اختار العرب على الناس واختارني على من أنا منه من أولئك العرب وما جاء عن وائلة بن الأسقع رضي الله تعالى عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله اصطفى قريشا من كنانة واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم أقول وجاء بلفظ آخر عن وائلة بن الأسقع وهو إن الله اصطفى من ولد آدم إبراهيم عليهما السلام وأتخذه خليلا واصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل ثم اصطفى من ولد إسماعيل نزارا ثم اصطفى من ولد نزار مضر ثم اصطفى من ولد مضر كنانة ثم اصطفى من كنانة قريشا ثم اصطفى من قريش بني هاشم ثم اصطفى من بين هاشم بني عبد المطلب ثم اصطفاني من بني عبد المطلب والله أعلم قال وفي رواية إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل واصطفى من ولد إسماعيل كنانة واصطفى من بني كنانة قريشا واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم وما جاء عن جعفر بن محمد عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاني جبريل فقال لي يا محمد إن الله بعثني فطفت شرق الأرض ومغربها وسهلها وجبلها فلم أجد حيا خير من مضر ثم أمرني فطفت في مضر فلم أجد حيا خيرا من كنانة ثم أمرني فطفت في كنانة فلم أجد حيا خيرا من قريش ثم أمرني فطفت في قريش فلم أجد حيا خيرا من بني هاشم ثم أمرني أن أختار في أنفسهم أي أختار نفسا من أنفسهم فلم أجد نفسا خير من نفسك انتهى وفي الوفاء عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما في قوله تعالى * (لقد جاءكم رسول من أنفسكم) * قال ليس من العرب قبيلة إلا ولدت النبي صلى الله عليه وسلم مضرها وربيعتها ويمانيها وعن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(٤٣)