السيرة الحلبية - الحلبي - ج ١ - الصفحة ٣٥٣
سبيل التحدث بالنعمة يا عمر أتدري من أنا أنا اسمي في التوراة أحيد وفي الإنجيل البارقليط وفي الزبور حمياطا وفي صحف إبراهيم طاب طاب ولا فخر وذكر صاحب كتاب شفاء الصدور في مختصره أن من فضائله صلى الله عليه وسلم ما رواه مقاتل بن سليمان قال وجدت مكتوبا في زبور داود إني أنا الله لا إله إلا أنا ومحمد رسولي ووصف في مزامير داود بأنه يقوى الضعيف الذي لاناصر له ويرحم المساكين ويبارك عليه في كل وقت ويدوم ذكره إلى الأبد وبالجبار ففيها تقلد أيها الجبار سيفك فإن قيل قال الله تعالى * (وما أنت عليهم بجبار) * أجيب بأن الأول هو الذي يجبر الخلق إلى الحق والثاني هو المتكبر وفيها يا دواد سيأتي من بعدك نبي اسمه أحمد ومحمد صادقا لا أغضب عليه أبدا ولا يعصيني أبدا وقد غفرت له قبل أن يعصيني ما تقدم من ذنبه وما تأخر أي على فرض وقوع ذلك الذنب والمراد به خلاف الأولى من باب حسنات الأبرار سيئات المقربين أي ما يعد حسنة بالنسبة لمقام الأبرار قد يعد سيئة بالنسبة لمقام المقربين لعلو مقامهم وارتفاع شأنهم وأمته مرحومة يأتون يوم القيامة ونورهم مثل نور الأنبياء وفي بعض مزامير داود إن الله أظهر من صهيون إكليلا محمودا وصهيون اسم مكة والإكليل الإمام الرئيس وهو محمد صلى الله عليه وسلم وفي صحف شيث أخوناخ ومعناه صحيح الإسلام وهذا يدل على أن مزامير داود نسخة مختلفة بالزيادة والنقص وفي صحف إبراهيم اسمه يوذموذ وقيل إن ذلك في التوراة ولا مانع من وجوده فيهما وتقدم أنه في صحف إبراهيم اسمه طاب طاب ولا مانع من وجود الوصفين في تلك الصحف وفي كتاب شعيب عليه السلام عبدي الذي يثبت شأنه أنزل عليه وحيي فيظهر في الأمم عدلي لا يضحك أي مع رفع الصوت ومن ثم قال ولا يسمع صوته في الأصوات لأن ضحكه كان ابتسم يفتح العيون العور والآذان الصم ويحيى القلوب الغلف وما لا أعطيه أحدا وفيه أيضا مشقح بالشين المعجمة والقاف والحاء المهملة أي زاهي يحمد الله حمدا جديدا أي مخترعا لم يسبقه إليه أحد يأتي من أقصى
(٣٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 348 349 350 351 352 353 354 355 356 357 358 ... » »»