السيرة الحلبية - الحلبي - ج ١ - الصفحة ٣٦٣
فعن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث على رأس الأربعين قال وهذا هو المشهور بين الجمهور من أهل السير والعلم بالأثر وقيل بزيادة يوم وقيل بزيادة عشرة أيام وقيل بزيادة شهرين وقيل بزيادة سنتين وهو شاذ وأكثر منه شذوذا ما قيل إنه بزيادة ثلاث سنين وما قيل إنه بزيادة خمس سنين قال بعضهم والأربعون هي سن الكمال ونهاية بعث الرسل أي لا يرسلون دونها ومن ثم قال في الكشاف ويروى أنه لم يبعث نبي إلا على رأس أربعين سنة هذا كلام الكشاف وأما ما يذكر عن المسيح أنه رفع إلى السماء وهو ابن ثلاث أو أربع وثلاثين سنة أي ومعلوم أنه دعا إلى الله قبل ذلك فهو قول شاذ حكاه وهب بن منبه عن النصارى أ ه أي وعليه جرى غير واحد من المفسرين بل قال في ينبوع الحياة لم يبلغني أن أحدا من المفسرين ذكر في مبلغ سنه إذ رفع أكثر من ثلاث وثلاثين سنة هذا كلامه وفي الهدى وأما ما يذكر عن المسيح أنه رفع إلى السماء وله ثلاث وثلاثون سنه فهذا لا يعرف به أثر متصل يجب المصير إليه هذا كلامه ويوافق ما تقدم عن المفسرين وما في العرائس ولما تمت له يعنى عيسى عليه الصلاة والسلام ثلاثون سنة أوحى الله تعالى إليه أن يبرز لناس ويدعوهم ويضرب الأمثال لهم ويداوي المرضى والزمني والعميان والمجانين ويقمع الشياطين ويذلهم ويدحرهم ففعل ما أمر به وأظهر المعجزات فأحيا ميتا يقال له عازر بعد ثلاثة أيام من موته وعبارة الجلال المحلي في قطعة التفسير أحيا عيسى عليه الصلاة والسلام أربعة عازر صديقا له وابن العجوز وابنة العاشر وسام بن نوح هذا كلامه وذكر البغوي قصة كل واحد فراجعه وكان عيسى عليه الصلاة والسلام يمشى على الماء ومكث في الرسالة ثلاث سنوات ثم رفع ويوافق ذلك أيضا قول ابن الجوزي وأما حديث وما من نبي إلا نبي بعد الأربعين فموضوع لأن عيسى عليه الصلاة والسلام نبئ ورفع إلى السماء وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة أي نبيء وهو ابن ثلاثين سنة ورفع وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة بل قيل نبىء وهو طفل فاشتراط الأربعين في حق الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ليس بشيء هذا كلامة أي وفيه أن هذا بمجرده لا يدل على وضع الحديث ويوافقه أيضا قول القاضي البيضاوي ونبىء نوح وهو ابن خمسين سنة وقيل
(٣٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 358 359 360 361 362 363 364 365 366 367 368 ... » »»