السيرة الحلبية - الحلبي - ج ١ - الصفحة ٣٥٥
إليك قال صدقت يا آدم ولولا محمد لما خلقتك أي وفي لفظ كما في الشفاء قال آدم لما خلقتني رفعت رأسي إلى عرشك فإذا فيه مكتوب لا إله إلا الله محمد رسول الله فعلمت أنه ليس أحد أعظم قدرا عندك ممن جعلت اسمه مع أسمك فأوحى الله تعالى إليه وعزتي وجلالي إنه لآخر النبيين من ذريتك ولولاه ما خلقتك وفي الوفاء عن ميسرة قلت يا رسول الله متى كنت نبيا قال لما خلق الله الأرض واستوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات وخلق العرش كتب على ساق العرش محمد رسول الله خاتم الأنبياء وخلق الله الجنة التي أسكنها آدم وحواء وكتب اسمي أي موصوفا بالنبوة أو بما هو أخص منها وهو الرسالة على ما هو المشهور على الأبواب والأوراق والقباب والخيام وآدم بين الروح والجسد أي قبل أن تدخل الروح جسده فلما أحياه الله نظر إلى العرش فرأى اسمي فأخبره الله تعالى أنه سيد ولدك فلما غرهما الشيطان تابا واستشفعا باسمي إليه أي فقد وصف صلى الله عليه وسلم بالنبوة قبل وجود آدم وفي أيضا عن سعيد بن جبير اختصم ولد آدم أي الخلق أكرم على الله تعالى فقال بعضهم آدم خلقه الله بيده وأسجد له ملائكته وقال آخرون بل الملائكة لأنهم لم يعصوا الله عز وجل فذكروا ذلك ذلك لآدم فقال لما نفخ في الروح لم تبلغ قدمي حتى استويت جالسا فبرق لي العرش فنظرت فيه محمد رسول الله فذاك أكرم الخلق على الله عز وجل قيل وكان يكنى آدم بأبي محمد وبأبي البشر وظاهره أنه كان يكنى بذلك في الدنيا وتقدم أنه يكنى بأبي محمد في الجنة ومن ذلك ما جاء عن عمر بن الخطاب أيضا رضي الله تعالى عنه قال لكعب الأحبار رضي الله تعالى عنه أخبرنا عن فضائل رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل مولده قال نعم يا أمير المؤمنين قرأت أن إبراهيم الخليل وجد حجرا مكتوبا عليه أربعة أسطر الأول أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني والثاني أنا الله لا إله إلا أنا محمد رسولي طوبى لمن آمن به واتبعه والثالث أنا الله لا إله إلا أنا الحرم لي والكعبة بيتي من دخل بيتي أمن من عذابي ولينظر الرابع أي وذكر بعضهم أن في سنة أربع وخمسين وأربعمائة عصفت ريح شديدة بخراسان كريح عاد انقلب منها الجبال وفرت منها الوحوش فظن الناس أن القيامة قد قامت وابتهلوا إلى الله تعالى فنظروا فإذا نور عظيم قد نزل من السماء على جبل من تلك الجبال
(٣٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 350 351 352 353 354 355 356 357 358 359 360 ... » »»