السيرة الحلبية - الحلبي - ج ١ - الصفحة ٣٢٤
رآني قال مرحبا بك يا سواد بن قارب قد علمنا ما جاء بك قلت يا رسول الله قد قلت شعرا فاسمع مقالتي يا رسول الله فقال هات فأنشأت أي ابتدأت أقول أتاني نجي بعد هدء ورقدة وفي لفظ * أتاني رئيى بعد ليل وهجعة * ولم يك فيما قد تلوت بكاذب * ثلاث ليال قوله كل ليلة * أتاك رسول من لؤي بن غالب * فشمرت من ذيل الإزار وفي لفظ عن ساقي الإزار * ووسطت بي الذعلب الوجناء بين الساسب * فأشهد أن الله لا رب غيره * وأنك مأمون على كل غائب * وأنك أدنى المرسلين وسلية * إلى الله يا ابن الأكرمين الأطايب * فمرنا بما يأتيك يا خير مرسل * وإن كان فيما جاء شيب الذوائب * وكن لي شفيعا يوم لا ذو شفاعة * سواك بمغن عن سواد بن قارب * وفي رواية * وكن لي شفيعا يوم لا ذوا قرابة * بمغن فتيلا عن سواد بن قارب * قال ففرح النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بمقالتي فرحا شديدا حتى رؤى الفرح في وجوههم أي وضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه وقال أفلحت يا سواد فرأيت عمر رضي الله تعالى عنه التزمه وقال لقد كنت أشتهي أن أسمع هذا الحديث منك فهل يأتيك رئيك اليوم قال منذ قرأت القرآن فلا ونعم العوض كتاب الله تعالى من الجن أي وهذا السياق يدل على أن سيدنا عمر لم يكن حاضرا عند النبي صلى الله عليه وسلم لما أخبره سواد ولما مات صلى الله عليه وسلم وخشي سواد على قومه الردة قام فيهم خطيبا فقال يا معشر دوس من سعادة القوم أن يتعظوا بغيرهم ومن شقائهم أن لا يتعظوا إلا بأنفسهم وإنه من لم تنفعه التجارب ضربه ومن لم يسعه الحق لم يسعه الباطل وإنما تسلمون اليوم بما أسلمتم به أمس ولا ينبغي لأهل البلاء إلا أن يكونوا أذكر من أهل العافية للعافية ولست أدري لعله يكون للناس جولة فإن لم تكن فالسلامة منها الأناة والله يحبها فأحبوها فأجابه القوم بالسمع والطاعة أي ومن ذلك أن امرأة كانت كاهنة بالمدينة يقال لها حطيمة كان لها تابع من الجن
(٣٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 319 320 321 322 323 324 325 326 327 328 329 ... » »»