السيرة الحلبية - الحلبي - ج ١ - الصفحة ٣١٤
محمدا والآخر موسى يمكث أربعين سنة وقيل خمسا وأربعين وقيل سبع سنين كما في مسلم وقيل ثمان سنين وقيل تسعا وقيل خمسا أي وجمع بين كون مدة مكثه أربعين سنة أو خمسا وأربعين سنة وبين كونها سبع سنين أي وما بعد ذلك بأن المراد بالأول مجموع لبثه في الأرض قبل الرفع وبعده والسبعة أي وما بعدها من الأقوال يكون بعد نزوله ويدفن إذا مات في روضة النبي صلى الله عليه وسلم قال وقيل في حجرته صلى الله عليه وسلم أي عند قبره الشريف وقيل في بيت المقدس انتهى أي وقيل يدفن معه صلى الله عليه وسلم في قبره ويؤيده ما ورد ويدفن معي في قبري فأقوم أنا وعيسى من قبر واحد بين أبي بكر وعمر أقول وكما يقتل عيسى عليه الصلاة والسلام الخنزير يقتل الدجال فقد جاء ينزل عيسى حكما مقسطا يحكم بشرعنا يقتل الدجال ونزوله يكون عند صلاة الفجر فيصلى خلف المهدي بعد أن يقول له المهدي تقدم يا روح الله فيقول له تقدم فقد أقيمت لك وفي رواية ينزل بعد شروع المهدي في الصلاة فيرجع المهدي القهقري ليتقدم عيسى فيضع يده بين كتيفيه ويقول له تقدم فإذا فرغ من الصلاة أخذ حربته وخرج خلف الدجال فيقتله عند باب لد الشرقي وورد أن المهدي يخرج مع عيسى فيساعده على قتل الدجال وقد جاء أن المهدي من عترة النبي صلى الله عليه وسلم من ولد فاطمة قيل من ولد الحسين وقيل من ولد الحسن وقيل من ولد عمه العباس فعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن أمه أم الفضل مرت به صلى الله عليه وسلم فقال إنك حامل بغلام فإذا ولدتيه فائتيني به قالت فلما ولدته أتيته به فأذن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى وألبأه أي أسقاه اللبأ من ريقه وسماه عبد الله وقال اذهبي بأبي الخلفاء فأخبرت العباس فأتاه فذكر له فقال هو ما أخبرتك هذا أبو الخلفاء حتى يكون منهم السفاح حتى يكون منهم المهدي أي الخليفة وهو أبو الرشيد بدليل قوله حتى يكون منهم من يصلى بعيسى ابن مريم أي وهو المهدي الذي يأتي آخر الزمان اسمه محمد بن عبد الله لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد وفي رواية إلا ليلة واحدة يطول الله ذلك حتى يبعث وظهوره يكون بعد أن يكسف القمر في أول ليلة من رمضان وتكسف الشمس في النصف منه مثل ذلك لم يوجد منذ خلق الله السماوات والأرض عمره عشرون سنة وقيل أربعون سنة ووجهه كوكب درى على خده الأيمن خال أسود يخرج
(٣١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 309 310 311 312 313 314 315 316 317 318 319 ... » »»