السيرة الحلبية - الحلبي - ج ١ - الصفحة ٣٢٧
الفرج وأته بالحيا أي المطر وهب له ولدا قال مازن فأذهب الله عني ما كنت أجده وتعلمت شطر القرآن وحججت حجيجا وأخصبت عمان يعني قريته وما حولها من قرى عمان وتزوجت أربع حرائر ووهب الله لي حيان يعني ولده وأنشأت أقول * إليك رسول الله حنت مطيتي * تجوب الفيافي من عمان إلى العرج * لتشفع لي يا خير من وطئ الحصا * فيغفر لي ذنبي وأرجع بالفلج * أي بالفوز والظفر المطلوب * إلى معشر خالفت في الله دينهم * ولا رأيهم رأيي ولا شرجهم شرجي * أي بالشين والجيم أي لا شكلهم شكلي و لا طريقهم طريقي * وكنت أمرأ بالعهر والخمر مولعا * شبابي حتى آذن الجسم بالنهج * أي البلاء * فبدلني بالخمر خوفا وخشية * وبالعهر إحصانا فحصن لي فرجي * فأصبحت همى في الجهاد وينتي ونيتي * فلله ما صومي ولله ما حجي * قال مازن فلما رجعت إلى قومي أنبوني أي عنفوني ولاموني وشتموني وأمروا شاعرهم فهجاني فقلت إن هجوتهم فإنما أهجوا نفسي وتنحيت عنهم وأتيت مسجدا أتعبد فيه وكان لا يأتي هذا المسجد مظلوم فيتعبد فيه ثلاثا ويدعو على من ظلمه إلا استجيب له ولا دعا ذو عاهة من برص أو غيره إلا عوفي ثم إن القوم ندموا وطلبوا مني الرجوع إليهم فأسلموا كلهم وضعف هذا الحديث وأما ما سمع من أجواف الذبائح فمنه ما جاء عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قال كنا يوما في حي من قريش يقال لهم آل ذريح بالحاء المهملة وقد ذبحوا عجلا لهم والجزار يعالجه إذ سمعنا صوتا من جوف العجل ولا نرى شيئا يا آل ذريح أمر نجيح صائح يصيح بلسان فصيح يشهد أن لا إله إلا الله أي والمراد بالذريح العجل الذي ذبح لأنه ملطخ بالدم الأحمر لقولهم أحمر ذريحى أي شديد الحمرة والذي في البخاري يقول يا جليح أمر نجيح رجل فصيح يقول لا إله إلا الله والمراد بالجليح العجل المذبوح أيضا لأنه قد جلح أي كشف عنه جلده وأما ما سمع من الهواتف ولم يجئ على ألسنة الكهان ولا سمع من جوف
(٣٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 322 323 324 325 326 327 328 329 330 331 332 ... » »»