السيرة الحلبية - الحلبي - ج ١ - الصفحة ٣٣٠
* مستعلن بالبلد الحرام * جاء يهد الكفر بالإسلام * أكرمه الرحمن من إمام * قال أبو هريرة فأمسكوا ساعة حتى حفظوا ذلك ثم تفرقوا فلم يمض بهم ثالثهم حتى فجأهم خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قد ظهر بمكة أي جاءهم ذلك بغتة فما أسلم الخثعميون حتى استأخر إسلامهم ورأوا عبرا عند أصنامهم وأما خبر زمل بن عمرو العذري قال كان لبني عذرة وهي قبيلة من اليمن صنم يقال له خمام بالخاء المعجمة المضمومة وتخفيف الميم وكانوا يعظمونه وكان في بني هند بن حرام بالحاء المهملة المفتوحة والراء وكان سادنه أي خادمه رجلا يقال له طارق قال في النور لا أعلم له ترجمة ولا إسلاما وكانوا يعترون أي يذبحون الذبائح عنده فلما ظهر النبي صلى الله عليه وسلم سمعنا صوتا يقول يا بني هند بن حرام ظهر الحق وأودى خمام أي هلك ورفع الشرك الإسلام قال زمل ففزعنا لذلك وهالنا أي أفزعنا فمكثنا أياما ثم سمعنا صوتا يقول يا طارق يا طارق بعث النبي الصادق بوحي ناطق صدع صدعة بأرض تهامة لناصريه السلامة ولخاذليه الندامة هذا الوداع مني إلى يوم القيامة فوقع الصنم لوجهه فإن كان ذلك الصوت من جوف الصنم ويرشد إليه قوله هذا الوداع مني إلى يوم القيامة فهو من غير هذا النوع وإن لم يكن فهو من هذا النوع قال زمل فابتعت أي اشتريت راحلة ورحلت حتى أتيت النبي صلى الله عليه وسلم مع نفر من قومي وأنشدته إليك يا رسول الله أعلمت نصها النص هو الغاية في السير * أكلفها حزنا وقوزا من الرمل * والحزن ما ارتفع من الأرض * والقوز بالقاف والزاي التل الصغير * لأنصر خير الناس نصرا موزرا * أي قويا وأعقد حبلا من حبالك في حبلي * والحبل العهد الميثاق * وأشهد أن الله لا شيء غيره * أدين له أي أخضع وأضيع ما أثقلت قدمي نعلي * ومن هذا النوع خبر تميم الداري أي ويكنى أبارقية اسم ابنة له لم يولد له غيرها روى عنه صلى الله عليه وسلم قصة الجساسة مع الدجال على المنبر فقال حدثني تميم الداري وذكر القصة قال بعضهم وهذا أولى ما يخرجه المحدثون في رواية الكبار
(٣٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 325 326 327 328 329 330 331 332 333 334 335 ... » »»