ساعدة في ظل شجرة وبيده قضيب من أراك ينكت به الأرض والنكت بالمثناة فوق وهو يقول * يا ناعي الموت والملحود في جدث * أي قبر * علهيم من بقايا بزهم خرق * أي والبز الثياب * دعهم فإن لهم يوما يصاح به * فهم إذا انتبهوا من نومهم فرقوا * أي خافوا حتى يعودا بحال غير حالهم * خلقا جديدا كما من قبله خلقوا * منهم عراة ومنهم في ثيابهم * منها الجديد ومنها المنهج الخالق * والمنهج من الثياب الذي أخذ في البلى قال فدنوت منه فسلمت عليه فرد علي السلام فإذا بعين خرارة أي لمائها خرير أي صوت في الأرض خوارة أي ضعيفة ومسجد بين قبرين وأسدين عظيمين يلوذان به وإذا بأحدهما قد سبق الآخر إلى الماء فتبعه الآخر يطلب الماء فضربه بالقضيب الذي في يده وقال ارجع ثكلتك أمك أي فقدتك حتى يشرب الذي قبلك فرجع ثم ورد بعده فقلت له ما هذان القبران قال هذان قبرا أخوين كانا لي يعبدان الله عز وجل معي في هذا المكان لا يشركان بالله شيئا أي اسم أحدهما سمعون والآخر سمعان فأدركهما الموت فقبرتهما وها أنا بين قبريهما حتى ألحق بهما ثم نظر إليهما وأنشد أبيانا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم رحم الله قسا إني أرجو أن يبعثه الله أمة وحده أي واحدا يقوم مقام جماعة كما تقدم وقد أشار إلى ذلك صاحب الأصل بقوله * وعنه أخبر قس قومه فلقد * حلى مسامعهم من ذكره شنفا * ولما مات قس قبر عندهما وتلك القبور الثلاثة بقرية يقال لها روحين من أعمال حلب وعليها بناء والناس يزورونهم وعليهم وقف ولهم خدام ومن ذلك ما ذكره الواقدي بإسناد له قال كان أبو هريرة رضي الله تعالى عنه يحدث أن قوما من خثعم كانوا عند صنم لهم جلوسا وكانوا يتحاكمون إلى أصنامهم فبينا الخثعميون عند صنم لهم إذا سمعوا هاتفا يهتف ويقول * يا أيها الناس ذوو الأجسام * ومسندو الحكم إلى الأصنام * أما ترون ما أرى أمامي * من ساطع يجلو دجى الظلام * ذاك نبي سيد الأنام * من هاشم في ذروة السنام *
(٣٢٩)