السيرة الحلبية - الحلبي - ج ١ - الصفحة ٣٢٨
الأصنام ولا من جوف الذبائح فكثير من ذلك ما حدث به بعضهم وذكره النبي صلى الله عليه وسلم قال يا رسول الله لقد رأيت من قس عجبا خرجت أطلب بعيرا لي حتى إذا عسعس الليل أي أدبر وكاد الصبح أن يتنفس هتف بي هاتف يقول * يا أيها الراقد في الليل الأحم * أي بالحاء المهملة يعنى الأسود * قد بعث الله نبيا بالحرم * * من هاشم أهل الوفاء والكرم * يجلو دجنات الليالي والبهم * أي الظلمات والأمور المشكلة فأدرت طرفي فما رأيت شخصا فأنشأت أقول * يا أيها الهاتف في داجى الظلم * أهلا وسهلا بك من طيف ألم * بين هداك الله في لحن الكلم * من ذا الذي تدعو إليه يغتنم * فإذا أنا بنحنحة وقائل يقول ظهر النور وبطل الزور وبعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم بالحبور أي السرور صاحب النجيب الأحمر أي الكريم من الإبل والتاج والمغفر والوجه الأزهر أي الأبيض المشرب بالحمرة والحاجب أي الجبين الأقمر أي الأبيض والطرف الأحور أي شديد سواده صاحب قول شهادة أن لا إله إلا الله فذاك محمد المبعوث إلى الأسود والأحمر أهل المدر والوبر أي العجم والعرب ثم أنشأ يقول * الحمد لله الذي * لم يخلق الخلق عبث * أرسل فينا أحمدا * خير نبي قد بعث * صلى الله عليه ما * حج له ركب وحث * وإلى ذلك أشار صاحب الهمزية بقوله * وتغنت بمدحه الجن حتى * أطرب الإنس منه ذاك الغناء * أي أظهرت الجن أوصافه صلى الله عليه وسلم الجميلة في صورة الغناء الذي تألفه النفس ولا تصبر منها عند سماعه فتسمع لغيره حتى أطرب الإنس ذاك الغناء الذي سمعوه من الجن قال فلاح الصباح وإذا بالفنيق يشقشق والفنيق بفتح الفاء وكسر النون وسكون المثناة تحت ثم قاف الفحل الكريم من الإبل ويشقشق بشينين معجمتين وقافين أي يهدر إلى النوق فملكت خطامه وعلوت سنامه حتى إذا لغب بالغين المعجمة والموحدة أي تعب فنزل في روضة خضراء فإذا أنا بقس بن
(٣٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 323 324 325 326 327 328 329 330 331 332 333 ... » »»