مكة وذكره البخاري كذلك في باب الإجارة وذلك يبعد أن المراد بالقراريط المحل وجعل على بمعنى الباء ويرد القول بأن العرب لم تكن تعرف القراريط التي هي قطع الدراهم والدنانير أي ويمنع دلالة قوله صلى الله عليه وسلم ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط على ذلك لجواز أن يكون المراد يذكر فيها القيراط كثيرا لكثرة التعامل به فيها أو أن المراد بالقيراط ما يذكر في المساحة وجمع الحافظ ابن حجر بأنه رعى لأهله أي أقاربه بغير أجرة ولغيرهم بأجرة والمراد بقوله أهلي أهل مكة أي الشامل لأقاربه ولغيرهم قال فيتجه الخبران ويكون في أحد الحديثين بين الأجرة أي التي هي القراريط وفي الآخر بين المكان أي الذي هو أجياد فلا تنافى في ذلك هذا كلامه ملخصا وعبارته تقتضى وقوع الأمرين منه صلى الله عليه وسلم وهو مما يتوقف على النقل في ذلك قال ابن الجوزي كان موسى ومحمد صلى الله عليه وسلم رعاة غنم وهذا يرد قول بعضهم لم يرد ابن إسحاق برعايته صلى الله عليه وسلم الغنم إلا رعايته لها في بني سعد مع أخيه من الرضاع أي وقد يتوقف في كون قول ابن الجوزي هذا بمجرده يرد قول هذا البعض نعم يرده ما تقدم وما يأتي وفي الهدى أنه صلى الله عليه وسلم آجر نفسه قبل النبوة في رعيه الغنم ومن حكمة الله عز وجل في ذلك أن الرجل إذا استرعى الغنم التي هي أضعف البهائم سكن قلبه الرأفة واللطف تعطفا فإذا انتقل من ذلك إلى رعاية الخلق كان قد هذب أولا من الحدة الطبيعية والظلم الغريزي فيكون في أعدل الأحوال ووقع الافتخار بين أصحاب الإبل وأصحاب الغنم أي عند النبي صلى الله عليه وسلم فاستطال أصحاب الإبل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث موسى وهو راعي غنم وبعث داود وهو راعي غنم وبعثت أنا وأنا راعي غنم أهلي بأجياد أي وهو موضع بأسفل مكة من شعابها ويقال له جياد بغير همزة ولعل المراد بقوله راعي غنم أي وكذا قوله وأنا راعي غنم أي وقد رعى الغنم وقد رعيت الغنم إذا الأخذ بظاهر الحالية بعيد ولتنظر حكمة الاقتصار على من ذكر من الأنبياء مع قوله السابق ما بعث الله نبيا إلا رعى الغنم وما يأتي من قوله وما من نبي إلا وقد رعاها وقد قال صلى الله عليه وسلم الغنم بركة والإبل عز لأهلها وقال في الغنم سمنها معاشنا وصوفها رياشنا ودفؤها كساؤنا وفي رواية
(٢٠٦)