وفي البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم لقي زيد بن عمرو بن نفيل قبل أن ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم الوحي وقد قدمت إلى النبي صلى الله عليه وسلم سفرة أي فيها شاة ذبحت لغير الله عز وجل أو قدمها النبي صلى الله عليه وسلم إليه فأبى أن يأكل منها وقال إني لست آكل ما تذبحون على أنصابكم ولا آكل إلا ما ذكر اسم الله عليه ولعل هذا كان قبل ما تقدم عنه صلى الله عليه وسلم وأن ذلك كان هو السبب في ذلك قال الإمام السهيلي وفيه سؤال كيف وفق الله عز وجل زيد إلى ترك ما ذبح على النصب وما لم يذكر اسم الله عليه ورسوله صلى الله عليه وسلم كان أولى بهذه الفضيلة في الجاهلية لما ثبت من عصمة الله تعالى له أي فكان صلى الله عليه وسلم يترك ذلك من عند نفسه لا تبعا لزيد بن عمرو وحينئذ لا يحسن الجواب الذي أشرنا إليه بقولنا وأجاب أي السهيلي بأنه لم يثبت أنه صلى الله عليه وسلم أكل من تلك السفرة أي ولا من غيرها سلمنا أنه أكل قبل ذلك مما ذبح على النصب فتحريم ذلك لم يكن من شرع إبراهيم وإنما كان تحريم ذلك في الإسلام والأصل في الأشياء قبل ورود الشرع على الإباحة هذا كلامه وفيه أن هذا التسليم يبطل عد الشمس الشامي ذلك من أمر الجاهلية التي حفظه الله تعالى منه في صغره ويخالف ما ذكره بعضهم من أن زيد بن عمرو هذا هو رابع أربعة من قريش فارقوا قومهم فتركوا الأوثان والميتة وما يذبح للأوثان كانوا يوما في عيد لصنم من أصنامهم ينحرون عنده ويعكفون عليه ويطوفون به في ذلك اليوم فقال بعضهم لبعض تعلمون والله ما قومكم على شيء لقد أخطئوا دين أبيهم إبراهيم فما حجر تطوف به لا يسمع ولا يبصر ولا يضر ولا ينفع ثم تفرقوا في البلاد يلتمسون الحنيفية دين إبراهيم وظاهر هذا السياق أن تركهم للأوثان كان بعد عبادتهم لها وسيأتي عن ابن الجوزي انهم لم يعبدوها وهؤلاء الثلاثة الذين زيد بن عمرو رابعهم ورقة بن نوفل وعبيد الله بن جحش ابن عمته صلى الله عليه وسلم أميمة وعثمان بن الحويرث وزاد ابن الجوزي على هؤلاء الأربعة جماعة آخرين سيأتي الكلام عليهم عند الكلام على أول من أسلم وزيد بن عمرو بن نفيل هذا كان ابن أخي الخطاب والد سيدنا عمر أخاه لأمه فأما
(٢٠٢)