السيرة الحلبية - الحلبي - ج ١ - الصفحة ١٤٨
مرافقتها ومصاحبتها شيء من حمرهن حتى أن صواحبي يقلن لي يا بنت أبي ذؤيب ويحك اربعي أي اعطفى علينا بالرفق وعدم الشدة في السر أليس هذا أتانك التي كنت خرجت عليها تخفضك طورا وترفعك أخرى فأقول لهن بلى والله إنها لهى فيقلن والله إن لها لشأنا أي وقالت حليمة فكنت أسمع أتاني تنطق ونقول والله إن لي لشأنا ثم شأنا شأني بعثني الله بعد موتي ورد لي سمني بعد هزالي ويحكن يا نساء بني سعد إنكن لفي غفلة وهل تدرين من على ظهري على ظهري خير النبيين وسيد المرسلين وخير الأولين والآخرين وحبيب رب العالمين ذكره في النطق المفهوم وذكرت أنها لما أرادت فراق مكة رأت تلك الأتان سجدت أي خفضت رأسها نحو الكعبة ثلاث سجدات ورفعت رأسها إلى السماء ثم مشت قالت ثم قدمنا منازل بني سعد ولا أعلم أرضا من أراضي الله أجدب منها فكانت غنمي تروح على حين قدمنا به شباعا لبنا أي غزيرات اللبن فنحلب ونشرب ولفظ فنحلب ما شئنا والله ما يحلب إنسان قطرة لبن ولا يجدها في ضرع حتى كان الحاضر أي المقيم في المنازل من قومنا يقول لرعاتهم ويلكم اسرحوا حيث يسرح راعي بنت أبي ذؤيب يعنونني فتروح أغنامهم جياعا ما تبض بقطرة لبن وتروح غنمي شباعا لبنا فلم نزل نعرف من الله تعالى الزيادة والخير حتى مضت سنتاه وفصلته وكان يشب شبا لا يشبه الغلمان فلم يقطع سنتيه حتى كان غلاما جفرا أي غليظا شديدا وعن حليمة رضي الله تعالى عنها أنه صلى الله عليه وسلم لما بلغ شهرين كان يجيء إلى كل جانب أي وهذا يضعف ما تقدم عن الامتناع من أن أمه صلى الله عليه وسلم أرضعته سبعة أشهر قالت حليمة فلما بلغ صلى الله عليه وسلم ثمانية أشهر كان يتكلم بحيث يسمع كلامه ولما بلغ تسعة أشهر كان يتكلم الكلام الفصيح ولما بلغ عشرة أشهر كان يرمى السهام مع الصبيان وعنها رضي الله تعالى عنها أنها قالت إنه لفى حجري ذات يوم إذ مرت به غنيماتي فأقبلت واحدة منهن حتى سجدت له وقبلت رأسه ثم ذهبت إلى صواحبها أقول وقد سجدت له صلى الله عليه وسلم الغنم وكذا الجمل بعد بعثته والهجرة فعن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل حائطا أي بستانا للإنصار ومعه أبو بكر وعمر ورجال من الأنصار وفي الحائط غنم فسجدت
(١٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 ... » »»