وذكر بعضهم أن سطيحا كان في زمن نزار بن معد بن عدنان وهو الذي قسم الميراث بين بني نزار وهم مضر وإخوته وهو يؤيد ما تقدم من أنه عمر سبعمائة سنة ثم شق وعبدالمسيح وهؤلاء كانوا رؤوس الكهنة وأهل العلم الغامض منهم بالكهانة أي وإلا فمنهم أي من أهل العلم الغامض مسيلمة الكذاب في بني حنيفة وسجاح كانت في بني تميم وسجاح أخرى كانت في بني سعد والكهانة هي الإخبار عن الغيب والكهانة من خواص النفس الإنسانية لأن لها استعداد للإنسلاخ من البشرية إلى الروحانية التي فوقها فسلم عبد المسيح على سطيح وكلمه فلم يرد عليه سطيح جوابا فأنشأ عبد المسيح يقول أصم أم يسمع غطريف اليمن أي سيدهم إلى آخر أبيات ذكرها فلما سمع سطيح شعر عبد المسيح رفع رأسه أقول قد يقال لا منافاة بين إثبات الرأس هنا ونفيه في قوله ولم يكن له رأس لأنه يجوز أن يكون المراد بالرأس المثبت الوجه لكن قد تقدم أنه لم يكن له عظم سوى ما في رأسه أو الجمجمة ففي ذلك إثبات الرأس وقد يقال لما كان رأسه وتلك الجمجمة يؤثر فيها اللمس للينهما لمخالفتهما لرأس غيره ساغ إثبات الرأس له ونفيه عنه والله أعلم وعند رفع رأسه قال عبد المسيح على جمل مشيح أي سريع إلى سطيح وقد وافى على الضريح أي القبر والمراد به الموت كما تقدم بعثك ملك ساسان لارتجاس الإيوان وخمود النيران ورؤيا الموبذان رأى إبلا صعابا تقود خيلا عرابا قد قطعت دجلة وانتشرت في بلادها يا عبد المسيح إذا كثرت التلاوة أي تلاوة القرآن وظهر صاحب الهراوة وغاضت بحيرة ساوة وخمدت نار فارس فليست بابل للفرس مقاما ولا الشام لسطيح شاما يملك منهم ملوك وملكات على عدد الشرفات وكل ما هو آت آت ثم قضى سطيح مكانه أي مات من ساعته والهراوة بكسر الهاء وهي العصا الضخمة أي وهو النبي صلى الله عليه وسلم لأنه كان يمسك العصا كثيرا عند مشيه وكان يمشي بالعصا بين يديه وتغرز له فيصلى إليها التي هي العنزة وفي الحديث حمل العصا علامة المؤمن وسنة الأنبياء وفي الحديث من بلغ أربعين سنة ولم يأخذه العصا عدله أي عدم أخذ العصا من الكبر والعجب
(١٢٢)