وقد يقال مراد سطيح بالعصا العنزة التي تغرز ويصلى إليها في غير المسجد لأنه لم يحفظ أن ذلك كان لمن قبله من الأنبياء وذكر الطبري أن أبرويز بن هرمز جاء له جاء في المنام فقيل له سلم ما في يدك إلى صاحب الهراوة فلم يزل مذعورا من ذلك حتى كتب إليه النعمان بظهور النبي صلى الله عليه وسلم بتهامة فعلم أن الأمر سيصير إليه وعند موت سطيح نهض عبد المسيح إلى راحلته وهو يقول شعرا منه * شمر فإنك ماض العزم شمير * ولايغرنك تفريق وتغيير * والناس أولاد علات فمن علموا * أن قد أقل فمحقور ومهجور * وهم بنو الأم أما إن رأوا نشبا * فذاك بالغيب محفوظ ومنصور * والخير والشر مقرونان في قرن * فالخير متبع والشر محذور * فلما قدم عبد المسيح على كسرى وأخبره بما قاله سطيح قال له كسرى إلى أن يملك منا أربعة عشرة ملكا كانت أمور وأمور فملك منهم عشرة في أربع سنين وملك الباقون إلى خلافة عثمان رضي الله عنه أي فقد ذكر أن آخر من هلك منهم كان في أول خلافة عثمان رضي الله عنه أي وكانت مدة ملكهم ثلاثة آلاف سنة ومائة سنة وأربعا وستين سنة ومن ملوك بني ساسان سابورد والأكتاف قيل له ذلك لأنه كان يخلع أكتاف من ظفر به من العرب ولما جاء لمنازل بني تميم وجدهم فروا منه ومن جيشه ووجد بها عمير بن تميم وهو ابن ثلاثمائة سنة وكان معلقا في قفة لعدم قدرته على الجلوس فأخذ وجئ به إليه فاستنطقه فوجد عنده أدبا ومعرفة فقال للملك أيها الملك لم تفعل فعلك هذا بالعرب فقال يزعمون أن ملكنا يصير إليهم على يد نبي يبعث في آخر الزمان فقال له عمير فأين حلم الملوك وعقلهم إن يكن هذا الأمر باطلا فلن يضرك وإن يكن حقا ألفوك ولم تتخذ عندهم يدا يكافئونك عليها ويعظمونك بها في دولتك فانصرف سابور وترك تعرضه للعرب وأحسن إليهم بعد ذلك وقول سطيح يملك منهم ملوك وملكات لم أقف على أنه ملك منهم من النساء إلا واحدة وهي بوران ولما بلغه صلى الله عليه وسلم ذلك قال لا يفلح قوم ملكتهم امرأة فملكت سنة ثم هلكت
(١٢٣)