السيرة الحلبية - الحلبي - ج ١ - الصفحة ١١١
شيئا قالوا لا قال لكني قد وجدت قالوا وما الذي وجدت قال أزين لهم البدع التي يتخذونها دينا ثم لا يستغفرون أي لأن صاحب البدعة يراها بجهله حقا وصوابا ولا يراها ذنبا حتى يستغفر الله منها وقد جاء في الحديث أبي الله أن يقبل عمل صاحب بدعة حتى بدع بدعته أي لا يثيبه على عمله ما دام متلبسا بتلك البدعة وعن الحسن قال بلغني أن إبليس قال سولت لأمة محمد صلى الله عليه وسلم المعاصي فقطعوا ظهري بالاستغفار فسولت لهم ذنوبا لا يستغفرون الله منها وهي الأهواء أي البدع وقد جاء في الحديث أخاف على أمتي بعدي ثلاثا ضلالة الأهواء الحديث أهل الأهواء هم أهل البدع وعن عكرمة أن إبليس لما ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأى تساقط النجوم قال أي لجنوده لقد ولد الليلة ولد يفسد علينا أمرنا وهذا يدل على أن تساقط النجوم كان عند إبليس علامة على وجود نبينا صلى الله عليه وسلم فقال له جنوده لو ذهبت إليه فخبلته فلما دنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث الله جبريل عليه الصلاة والسلام فركضه برجله ركضة وقع بعدن وكون تساقط النجوم كان عند إبليس علامة على وجود نبينا صلى الله عليه وسلم مشكل مع قول بعضهم لما رجمت الشياطين ومنعت من مقاعدها في السماء لإستراق السمع شكوا ذلك لإبليس فقال لهم هذا أمر حدث في الأرض وأمرهم أن يأتوه بتربة من كل أرض فصر يشمها إلى أن أتى بتربة من أرض تهامة فلما شمها قال من ههنا الحدث هكذا ساقه بعضهم عند ولادته صلى الله عليه وسلم إلا أن يقال لا إشكال لأن تساقط النجوم وإن كان علامة وجود نبينا صلى الله عليه وسلم لكن في أي أرض على أن بعضهم أنكر كون ما ذكر كان عند الولادة وقد تقدم أن المذكور في كلام غيره إنما هو عند مبعثه صلى الله عليه وسلم كما سيأتي ولعله من خلط بعض الرواة وعبارة بعضهم روى أن الشياطين كانت تصعد إلى السماء ثم تجاوز سماء الدنيا إلى غيرها فلما ولد عيسى عليه الصلاة والسلام منعوا من مجاوزة سماء الدنيا وصاروا يسترقون السمع في سماء الدنيا حتى ولد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فمنعوا من التردد
(١١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 ... » »»