إن الله خلق الخلق فاختار من الخلق بني آدم واختار من بني آدم العرب واختار من العرب مضر واختار من مضر قريشا واختار من قريش بني هاشم واختارني من بني هاشم فأنا خيار من خيار إلى خيار انتهى وقوله واختار من مضر قريشا يدل على أن مضر ليس جماع قريش وإلا كانت أولاده كلها قريشا وعن أبي هريرة يرفعه بسند حسنه الحافظ العراقي إن الله حين خلق الخلق بعث جبريل فقسم الناس قسمين قسم العرب قسما وقسم العجم قسما وكانت خيرة الله في العرب ثم قسم العرب إلى قسمين فقسم اليمن قسما وقسم مضر قسما وكانت خيرة الله في مضر وقسم مضر قسمين فكانت قريش قسما وكانت خيرة الله في قريش ثم أخرجني من خيار من أنا منه قال بعضهم وما جاء في فضل قريش فهو ثابت لبني هاشم والمطلب لأنهم أخص وما ثبت للأعم يثبت للأخص ولا عكس وفي الشفاء عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله سبحانه وتعالى قسم الخلق قسمين فجعلني من خيرهم قسما فذلك قوله تعالى * (أصحاب اليمين) * * (وأصحاب الشمال) * فأنا من أصحاب اليمين وأنا خير أصحاب اليمين ثم جعل القسمين أثلاثا فجعلني في خيرها ثلثا فذلك قوله تعالى * (فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة والسابقون السابقون) * فأنا خير السابقين ثم جعل الأثلاث قبائل فجعلني من خيرها قبيلة وذلك قوله تعالى * (وجعلناكم شعوبا وقبائل) * الآية فأنا أبر ولد آدم وأكرمهم على الله تعالى ولا فخر وجعل القبائل بيوتا فجعلني في خيرها بيتا ولا فخر فذلك قوله تعالى * (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت) * الآية هذا كلام الشفاء فليتأمل وإلى شرف هذا النسب يشير صاحب الهمزية رحمه الله تعالى بقوله * وبدا للوجود منك كريم * من كريم آباؤه كرماء * نسب تحسب العلا بحلاه * قلدتها نجومها الجوزاء * حبذا عقد سؤدد وفخار * أنت فيه اليتيمة العصماء * أي يظهر لهذا العالم منك كريم أي جامع لكل صفة كمال وهذا على حد قولهم لي من فلان صديق حميم وذلك الكريم الذي ظهر وجد من أب كريم سالم من نقص الجاهلية آباؤه الشامل للأمهات جميعهم كرماء أي سالمون من نقائص الجاهلية أي
(٤٤)