التي كانت مبشرات الأنبياء بالنبوة بدليل ما في رواية لم يبق بعدي من المبشرات أي مبشرات النبوة إلا الرؤيا أي مجرد الرؤيا الخالية عن شي من مبشرات النبوة بدليل ما في لفظ لم يبق إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أي لنفسه أو ترى له لا يقال الرؤيا الصادقة تكون من الكافر أو ترى له وهو خارج بالرجل الصالح وبالمسلم لأنا نقول لو فرض وقوع ذلك كان استدراجا وفيه أنها واقعة وظاهر سياق الحديث الحصر وكما تكون الرؤيا مبشرة بخير عاجل أو آجل تكون منذرة بشر كذلك قال بعضهم وقد تطلق البشارة التي هي الخبر السار على ما يشمل النذارة التي هي الخبر الضار بعموم المجاز بأن يراد بالبشارة ما يعود إلى الخير لأن النذارة ربما قادت إلى الخير وفي الإتقان ومن المجاز تسمية الشيء باسم ضده نحو * (فبشرهم بعذاب أليم) * اه أي وهي في هذه الآية للتهكم وجاء رجل أي وهو أبو قتادة الأنصاري إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني أرى في المنام الرؤيا تمرضني فقال له النبي صلى الله عليه وسلم الرؤيا الحسنة من الله والسيئة من الشيطان فإذا رأيت الرؤيا تكرهها فاستعذ بالله من الشيطان واتفل عن يسارك ثلاث مرات فإنها لا تضرك أي وحكمة التفل احتقار الشيطان واستقذاره وفي رواية إذا رأى أحدكم ما يكره فليعذ بالله من شرها ومن الشيطان كأن يقول أعوذ بالله من شر ما رأيت ومن شر الشيطان وليتفل ثلاثا ولا يحدث بها أحدا فإنها لا تضره زاد في رواية وأن يتحول عن جنبه الذي كان عليه زاد في أخرى وليقم فليصل أي ليكون فعل ذلك سببا للسلامة من المكروه الذي رآه وفي البخاري إذا رأى أحدكم الرؤيا يحبها فإنما هي من الله فليحمد الله عليها وليتحدث بها أي ولا يخبر بها إلا من يحب وإذا رأى غير ذلك مما يكره فإنما هي من الشيطان أي لا حقيقة لها وإنما هي تخيل يقصد به تخويف الإنسان والتهويل عليه فليستعذ بالله من شرها ولا يذكرها لأحد فإنها لا تضره وفي الأذكار ثم ليقل اللهم إني أعوذ بك من عمل الشيطان وسيئات الأحلام وفي الحديث الرؤيا من الله والحلم من الشيطان قيل في معناه لأن صاحب الرؤيا يرى الشيء على ما هو عليه بخلاف صاحب الحلم
(٣٧٩)