السيرة الحلبية - الحلبي - ج ١ - الصفحة ٣٧٦
أو نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار أي من سمع بنبينا صلى الله عليه وسلم ممن هو موجود في زمنه وبعده إلى يوم القيامة ثم مات غير مؤمن بما أرسل به كان من أصحاب النار أي ومن جملة ما أرسل به أنه أرسل إلى الخلق كافة لا لخصوص العرب تأمل وإنما خص اليهود والنصارى بالذكر تنبيها على غيرها لأنه إذا كان حالهما ذلك مع أن لهم كتابا فغيرهم مما لا كتاب له كالمجوسي أولى لأن اليهود كتابهم التوراة والنصارى كتابهم الإنجيل لأن شريعة التوراة التي هي شريعة موسى يقال لها اليهودية أخذا من قول موسى عليه الصلاة والسلام * (إنا هدنا إليك) * أي رجعنا إليك فمن كان على دين موسى يسمى يهوديا وشريعة الإنجيل يقال لها النصرانية أخذا من قول عيسى عليه الصلاة والسلام * (من أنصاري إلى الله) * فمن كان على دين عيسى يسمى نصرانيا وكان القياس أن يقال له أنصاري وقيل النصراني نسبة إلى ناصرة قرية من قرى الشام نزل بها عيسى عليه الصلاة والسلام كما تقدم ولا مانع من رعاية الأمرين في ذلك وجاء في رواية وجعلت صفوفنا كصفوف الملائكة أي والأمم السابقة كانوا يصلون متفرقين كل واحد على حدته وإن أمته صلى الله عليه وسلم حط عنها الخطأ والنسيان وحمل ما لا تطيقه الذي أشارت إليه خواتيم سورة البقرة وإن شيطانه صلى الله عليه وسلم أسلم وفي الخصائص الصغرى وأسلم قرينه ومجموع تلك الخصال سبع عشرة خصلة قال الحافظ ابن حجر ويمكن أن يوجد أكثر من ذلك لمن أمعن التتبع وذكر أبو سعيد النيسابوري في كتابه شرف المصطفى أنه عد الذي اختص به نبينا صلى الله عليه وسلم عن الأنبياء فإذا هو ستون خصلة أي ومن ذلك أي مما اختص به صلى الله عليه وسلم في أمته أن وصف الإسلام خاص بها لم يوصف به أحد من الأمم السابقة سوى الأنبياء فقط فقد شرفت هذه الأمة المحمدية بأن وصفت بالوصف الذي كان يوصف به الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وهو الإسلام على القول الراجح نقلا ودليلا لما قام عليه من الأدلة الساطعة قاله الجلال السيوطي رحمه الله
(٣٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 371 372 373 374 375 376 377 378 379 380 381 ... » »»