ولا يعارض ذلك ما جاء أول من يدخل الجنة أبو بكر لأن المراد أول من يدخلها من رجال هذه الأمة غير الموالي ولا يعارض ذلك ما تقدم عن بلال رضي الله تعالى عنه أنه أول من يقرع باب الجنة لأنه لا يلزم من القرع الدخول وعلى تسليم أن القرع كناية عن الدخول فالمراد من الموالي ولا يعارض ذلك أيضا ما جاء أول من يدخل الجنة بنتي فاطمة كما لا يخفى لأن المراد أول من يدخلها من نساء هذه الأمة فالأولية إضافية وجاء لأشفعن يوم القيامة لأكثر مما في الأرض من حجر وشجر وعن أنس رض الله تعالى عنه فضلت على الناس بأربع بالسخاء والشجاعة وقوة البطش وكثرة الجماع أي فعن سلمى مولاته صلى الله عليه وسلم أنها قالت طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم على نسائه التسع ليلته وتطهر من كل واحدة قبل أن يأتي الأخرى وقال هذا أطهر وأطيب ومما يدل على قوة بطشه صلى الله عليه وسلم ما وقع له مع ركانة كما سيأتي وفي الخصائص الصغرى وكان أفرس العالمين فهو صلى الله عليه وسلم أجود بني آدم على الإطلاق كما أنه أفضلهم وأشجعهم وأعلمهم وأكملهم في جميع الأخلاق الجميلة والأوصاف الحميدة قال ابن عبد السلام من خصائصه صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى أخبره بالمغفرة أي لما تقدم وتأخر ولم ينقل أنه أخبر أحدا من الأنبياء بمثل ذلك أي ولأنه لو وقع لنقل لأنه مما تتوفر الدواعي على نقله بل ومما اختص به صلى الله عليه وسلم وقوع غفران نفس الذنب المتقدم والمتأخر كما تقدم من قوله صلى الله عليه وسلم في بيان ما اختص به عن الأنبياء وغفر لي ما تقدم من ذنبي وما تأخر أي ولا ينافي ذلك قوله تعالى في حق داود * (فغفرنا له ذلك) * لأنه غفران لذنب واحد قال ابن عبد السلام بل الظاهر أنه لم يخبرهم أي بغفران ذنوبهم بدليل قولهم في الموقف نفسي نفسي لأني إلى آخره وعن أبي موسى رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سمع بي من يهودي أو نصراني ثم لم يسلم دخل النار أي لأنه يجب عليه أن يؤمن به أقول والذي في مسلم والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي
(٣٧٥)