السيرة الحلبية - الحلبي - ج ١ - الصفحة ٣٧٠
التحدث بنعمة الله شكر وتركه كفر قال الله تعالى * (لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد) * صعد سيدنا عمر رضي الله تعالى عنه المنبر فقال الحمد لله الذي صيرني ليس فوقي أحد ثم نزل فقيل له فقال في ذلك فقال إنما فعلت ذلك إظهارا للشكر وعن سفيان الثوري رحمه الله من لم يتحدث ينعمة الله فقد عرضها للزوال والحق في ذلك التفصيل وهو أن من خاف من التحدث بالنعمة وإظهارها الرياء فعدم التحدث بها وعدم إظهارها أولى ومن لم يخف ذلك فالتحدث بها وإظهارها أولى أي وفي الشفاء أنه أحمد المحمودين وأحمد الحامدين ويوم القيامة يحمده الأولون والآخرون لشفاعته لهم فحقيق أن يسمى محمدا وأحمد وتقدم أن هذا يوافق ما تقدم عن الهدى أن أحمد مأخوذ من الفعل الواقع على المفعول وقد جاء أنا محمد وأنا أحمد وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي وأنا العاقب الذي ليس بعدي نبي وجعلت أمتي خير الأمم قال القاضي البيضاوي وفي التسمية بالأسماء العربية تنويه إلى تعظيم المسمى هذا كلامه وفي رواية لما أسرى بي إلى السماء قربني ربي حتى كان بيني وبينه كقاب قوسين أو أدنى قيل لي قد جعلت أمتك آخر الأمم لأفضح الأمم عندهم أي بوقوفهم على أخبارهم ولا أفضحهم عند الأمم أي لتأخرها عنهم وعليه فالضمير في دنا يعود إليه صلى الله عليه وسلم فالضمير في دنا إلى آخره يعود إلى الله تعالى وهو معنى لطيف وفي رواية نحن الآخرون من أهل الدنيا والأولون يوم القيامة المقضي لهم قبل الخلائق وفي رواية نحن آخر الأمم وأول من يحاسب تنفرج لنا الأمم عن طريقنا فنمضى غرا محجلين من أثر الطهور وفي رواية من آثار الوضوء فتقول الأمم كادت هذه الأمة أن تكون أنبياء كلها هذا وفي رواية غرا من أثر السجود محجلين من أثر الوضوء وفي رواية فضلت على الأنبياء بست أي ولا مخالفة بين ذكر الخميس أولا وبين ذكر الست هنا لأنه يجوز أن يكون اطلع أولا على بعض ما اختص به ثم اطلع على الباقي هذا على اعتبار مفهوم العدد ثم أشار إلى بيان الست بقوله صلى الله
(٣٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 365 366 367 368 369 370 371 372 373 374 375 ... » »»