السيرة الحلبية - الحلبي - ج ١ - الصفحة ٢٤١
ونقل بعضهم أن الله تعالى لما أخرج الذر وأعاده في صلب آدم أمسك روح عيسى إلى أن أتى وقت خلقه ولا يخفى أن هذا يفيد أن أخذ العهد على الصديق كان بعد نفخ الروح في آدم وأخذ العهد عليه صلى الله عليه وسلم كان سابقا على ذلك وحينئذ فيكون المراد بقول الصديق حينئذ لما قال له صلى الله عليه وسلم أتعرف يوم يوم وقال نعم إلى قوله ولقد سمعتك تقول حينئذ أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله أي حين أخذ العهد على بني آدم لا حين أخذ العهد عليه صلى الله عليه وسلم كما قد يتبادر فليتأمل ثم لما نفخت الروح في آدم صار ذلك النور في ظهر آدم فصارت الملائكة تقف صفوفا خلف آدم يتعجبون من ظهور ذلك النور فقال آدم يا رب ما بال هؤلاء ينظرون إلى ظهري قال ينظرون إلى نور محمد خاتم الأنبياء الذي أخرجه من ظهرك فسأل الله تعالى أن يجعله في مقدمه لتستقبله الملائكة فجعله الله في جبهته ثم سأل الله تعالى أن يجعله في محل يراه فكان في سبابته فلما أهبط آدم إلى الأرض انتقل ذلك النور إلى ظهره فكان يلمع في جبهته وفي رواية لما انتقل النور إلى سبابته قال يا رب هل بقي في ظهري من هذا النور شيء قال نعم نور أخصاء أصحابه فقال يا رب اجعله في بقية أصابعي فكان نور أبي بكر في الوسطى ونور عمر في البنصر ونور عثمان في الخنصر ونور علي في الإبهام فلما أكل من الشجرة عاد ذلك النور إلى ظهره كذا في بحر العلوم عن ابن عباس ثم انتقل ذلك النور من آدم إلى ولده شيث ولما قال تعالى للملائكة * (إني جاعل في الأرض خليفة) * و * (قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها) * يعنون الجن الذين أفسدوا فيها وسفكوا الدماء غضب عليهم وفي لفظ ظنت الملائكة أي علمت أن ما قالوا ردا على ربهم وأنه قد غضب عليهم من فوقهم فلاذوا بالعرش وطافوا به سبعة أطواف يسترضون ربهم فرضى عليهم وفي لفظ فنظر الله إليهم ونزلت الرحمة علهيم فعند ذلك قال لهم ابنوا لي بيتا في الأرض يعوذ به من سخطت عليه من بني آدم أي الذي هو الخليفة فيطوفون حوله كما فعلتم بعرشي فأرضى عنهم فبنوا الكعبة وفي هذه الرواية اختصار بدليل ما قيل وضع الله تحت العرش البيت المعمور
(٢٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 ... » »»