اللهوف في قتلى الطفوف - السيد ابن طاووس - الصفحة ٣٦
الأمر شيئا. فقال له مسلم: والله ما هو الظن ولكنه اليقين. فقال ابن زياد: أخبرني يا مسلم بماذا أتيت هذا البلد وأمرهم ملتئم فشتت أمرهم بينهم وفرقت كلمتهم، فقال مسلم: ما لهذا أتيت ولكنكم أظهر تم المنكر ودفنتم المعروف وتآمر تم على الناس بغير رضى منهم وحملتموهم على غير ما أمركم الله به وعملتم فيهم بأعمال كسرى وقيصر فأتينا هم لنأمر فيهم بالمعروف وننهى عن المنكر وندعو هم إلى حكم الكتاب والسنة وكنا أهل ذلك فجعل زياد يشتمه ويشتم عليا والحسن والحسين عليه السلام. فقال له مسلم: أنت وأبوك أحق بالشتيمة، فاقض ما أنت وأبوك أحق بالشتيمة، فاقض ما أنت قاض يا عدو الله فأمر ابن زياد بكير بن حمران أن يصعد به إلى أعلى القصر فيقتله فصعد به وهو يسبح الله تعالى ويستغفره ويصلى على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فضرب عنقه فنزل مذعورا، فقال له ابن زياد ما شأنك؟ فقال: أيها الأمير رأيت ساعة قتله رجلا أسود سئ الوجه حذا منى عاضا على إصبعه أو قال على شفته، ففزعت منه فزعا لم أفزعه قط. فقال له ابن زياد (ع) لعلك دهشت. ثم أمر بهاني بن عروة فجعل يقول وا مذحجاه وأين منى مذحج وا عشيرتاه وأين منى عشيرتي، فقال له: مد عنقك، فقال لهم: والله ما أنا بها سخي، وما كنت لأعينك على نفسي، فضربه غلام
(٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 ... » »»
الفهرست