الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٩٨
والسادسة: العبادات لم يشرع منها مدة مقامه بمكة إلا الطهارة والصلاة، وكانت فرضا عليه وسنة لامته، ثم فرضت الصلوات الخمس بعد إسرائه، وذلك في السنة التاسعة من نبوته (1).
وروي عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبان بن عثمان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): بينا أنا نائم بالأبطح، جعفر عن يميني وعلي عن يساري وحمزة بين يدي إذا أنا بحفيف أجنحة الملائكة وقائل يقول: إلى أيهم بعثت، فأشار إلي وقال: إلى هذا وهو سيد ولد آدم، وهذا عمه سيد الشهداء، وهذا ابن عمه جعفر له جناحان يطير بهما في الجنة مع الملائكة وحيث يشاء، وهذا أخوه ووزيره وخليفته في أمته علي، دعه فلتنم عيناه وتسمع أذناه ويعي قلبه وأضربوا له مثلا: ملك بنى دارا واتخذ مأدبة وبعث داعيا. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الله: الملك، والدار: الدنيا، والمأدبة: الجنة، والداعي: أنا.
وفي رواية عبد الله بن عبدان بن محمد بن عبدان في الجزء الأول من كتاب المعجزات عن أنس بن مالك أنه جاء إلى النبي (صلى الله عليه وآله) ليلة أسري به من مسجد الكعبة ثلاثة نفر قبل أن يوحى إليه وهو نائم في المسجد الحرام، فقال أولهم: أيهم هو؟ فقال: أوسطهم هو خيرهم، فقال أحدهم: خذوا خيرهم. فكانت تلك، فلم يرهم حتى جاءوا ليلة أخرى والنبي (صلى الله عليه وآله) نائمة عيناه ولا ينام قلبه - وكذلك الأنبياء عليهم السلام تنام عيونهم ولا تنام قلوبهم - فلم يكلموه حتى احتملوه فوضعوه عند زمزم.
وقيل: أسري به بعد النبوة بسنتين، وقالوا: بسنة وستة أشهر بعد رجوعه من الطائف (2).
$ رسول الله (صلى الله عليه وآله) / الإسراء والمعراج * * *

(١) المناقب لابن شهرآشوب: ج 1 ص 42 - 43.
(2) كتاب المعجزات: غير موجود.
(٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 ... » »»