الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٨٠١
بالأمة بنو هاشم خاصة (1).
الكلبي والزجاج وأبو مسلم في قوله تعالى: * (وأنه لذكر لك ولقومك) * (2) أي العرب، لأن القرآن نزل بلغتهم، وأخصهم إليه قريش (3).
وقد خص الله تعالى قريشا بخصال: منها أنهم عبدوا الله عز وجل عشر سنين لا يعبد الله فيها إلا قريش، وأنه نصرهم يوم الفيل وهم مشركون، وهم يسمون آل الله بعد أصحاب الفيل، وكانوا سدنة الكعبة، ونزلت فيهم سورة من القرآن خاصة (4).
وتزكية النبي (صلى الله عليه وآله) لهم في قوله: " أرقبوني في قريش "، وقوله: " أبرارها أئمة أبرارها، وفجارها أئمة فجارها " (5)، وقوله: " لا تسبوا قريش " (6)، وقوله: " إن للقرشي قوة رجلين من غيره " (7)، وقوله: " من أبغض قريشا أبغضه الله " (8).
وقال عمرو بن عتبة في أمر وقع بين بني أمية وبين غيرهم: إن لقريش درجا تزلق عنها أقدام الرجال، وأفعالا يخضع لها رقاب الأموال، وألسنا تكل عنها السفار المحددة، وغايات تقصر عنها الجياد المسومة.
وقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): قدموا قريشا ولا تتقدموها (9).
روى عبد السلام الواسطي بإسناده يرفعه إلى أحمد بن حنبل قال: وجدت رجلا متعلقا بأستار الكعبة يستغيث وهو يبكي ويتضرع إلى الله سبحانه في جوف الليل، فتقدمت إليه فقلت: يا أخي ما شأنك؟ فقال: أنا رجل من البنائين الذين كانوا بين يدي المنصور، وإني أحدثك بأمر عجيب على أنك تكتمه علي. فقلت: لك الله بذلك شهيد علي أنني لا أذيعه ما دمت حيا. قال: دعاني المنصور غداة ليلة

(١) مجمع البيان: ج ١ - ٢ ص ٢١٠.
(٢) الزخرف: ٤٤.
(٣) مجمع البيان: ج ٩ - ١٠ ص ٤٩.
(٤) انظر كنز العمال: ج ١٢ ص ٢٧ ح ٣٣٨١٩ و ح ٣٣٨٢٠.
(٥) كنز العمال: ج ١٢ ص ٢٦ ح ٣٣٨١٢.
(٦) كنز العمال: ج ١٢ ص ٣٧ ح ٣٣٨٧٦.
(٧) كنز العمال: ج ١٢ ص ٣٤ ح ٣٣٨٦٥.
(٨) كنز العمال: ج ١٢ ص ٣٥ ح ٣٣٨٧٢ وفيه: " ومن أبغض قريشا فقد أبغضني ".
(٩) كنز العمال: ج ١٢ ص ٢٢ ح 33789.
(٨٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 796 797 798 799 800 801 802 803 804 805 806 ... » »»