الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٧٩٩
ابن رفيع، عن أبي عبيدة، عن عبد الله بن عباس، قال: بينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) جالس إذ مر فتية من بني هاشم كأن وجوههم المصابيح فبكى، فقلنا: يا رسول الله ما يبكيك؟
قال: إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا، وأن أهل بيتي سيلقون من بعدي قتلا وتطريدا وتشريدا في البلاد، حتى يفتح الله لهم راية تخرج من قبل المشرق، فيها رجل مني، اسمه كاسمي، وخلقه كخلقي، يؤوب الناس إليه كما تؤوب الطير إلى أوكارها وكما تؤوب النحل إلى يعسوبها، يملأها عدلا كما ملئت جورا.
وقال أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم، قال: حدثنا علي بن أحمد بن الحسين العجلي، حدثنا عباد بن يعقوب، قال: حدثنا حنان بن سدير، قال: كنت أختلف إلى عمرو بن قيس أتعلم منه القرآن وكان الناس يجيئونه ويسألونه عن هذا الحديث حتى حفظته، قال: فحدثني عمرو بن قيس الملاتي، عن الحكم بن عيينة، عن عبيدة السلماني، عن عبد الله بن مسعود (رضي الله عنه) (1)، قال: أتينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) فخرج إلينا مستبشرا نعرف السرور في وجهه، فما سألناه عن شئ إلا أخبرنا به، ولا سكتنا إلا ابتدأنا حتى مر به فتية من بني هاشم فيهم حسن وحسين.
قال: فلما رآهم خثر لممرهم وانهملت عيناه. فقلنا: يا رسول الله خرجت إلينا مستبشرا نعرف السرور في وجهك فما سألناك عن شئ إلا أخبرتنا به ولا سكتنا إلا ابتدأتنا حتى مرت بك الفتية فخثرت لممرهم وانهملت عيناك. فقال: إنا أهل بيت اختار لنا الله الآخرة على الدنيا، وأنه سيلقى أهل بيتي من بعدي قتلا وتطريدا وتشريدا في البلاد حتى ترفع رايات سود من المشرق فيسألون الحق فلا يعطونه، ثم يسألون فلا يعطونه، فيقاتلون فينصرون فيعطون الذي سألوا فلا يقبلونه، فمن أدركهم منكم أو من أبنائكم أو من أبناء أبنائكم أو من أبناء أبناء أبنائكم أو من أبناء أبناء أبناء أبنائكم فليأتهم ولو حبوا على الثلج، وأنها رايات هدى يدفعونها إلى رجل من أهل بيتي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما (2).

(١) في هامش النسخة: عبد الله بن عباس.
(٢) قريب منه ما في كشف الغمة: ج ٢ ص ٤٧٢.
(٧٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 794 795 796 797 798 799 800 801 802 803 804 ... » »»