الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٧١٠
شديدا، ثم قال: علي بياسر الخادم. فلما اتي به قال له: ما هذا الذي تقول هذه؟
فقال: صدقت يا أمير المؤمنين. فضرب بيده على صدره وفخذه فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون هلكنا والله وعطبنا وافتضحنا إلى آخر الدهر، اذهب ويلك فانظر ما القصة وعجل إلي بالخبر فإن نفسي تكاد أن تخرج الساعة.
$ الإمام الجواد (عليه السلام) / معجزاته فخرج ياسر وأنا ألطم خدي ووجهي، فما كان بأسرع من أن رجع فقال:
البشرى يا أمير المؤمنين. فقال: لك البشرى، ما عندك؟ فقال: دخلت عليه وعليه قميص وهو يستاك فسلمت عليه وقلت: يا بن رسول الله أحب أن تهب لي قميصك هذا أصلي فيه وأتبرك به وانما أردت أن انظر إلى جسده، وهل به أثر جراحة وأثر سيف. فقال: بل أكسوك ما هو خير من هذا القميص [فقلت: لست أريد غير هذا القميص الذي عليك؟] (1) فخلعه ونظرت إلى جسده كأنه العاج ما به أثر. فبكى المأمون بكاء شديدا وقال: ما بقي بعد هذا شئ أن في ذلك لعبرة والله للأولين والآخرين. فقال: يا ياسر أما ركوبي إليه وأخذي للسيف والدخول عليه فإني ذاكره، وأما خروجي عنه فإني لست ذاكره ولا أذكر منه شيئا ولا أذكر انصرافي إلى مجلسي وكيف كان امري وذهابي عنه، لعن الله هذه الابنة لعنا وبيلا، تقدم إليها وقل لها: يقول لك والدك: والله لئن جئتيني بعد هذا اليوم وشكوت منه أو خرجت بغير إذنه لأنتقمن له منك، ثم صر إليه وأبلغه مني السلام واحمل اليه عشرين ألف دينار وقد له الشهري الذي ركبته البارحة ومر الهاشميين والقواد أن يركبوا إليه ويسلموا عليه. فخرجت إلى الهاشميين والقواد وأمرتهم أن يركبوا إليه، وحملت إليه المال، وقدت إليه الشهري، وصرت إليه مع القوم، ودخلت عليه وأبلغته السلام، ووضعت المال بين يديه، وعرضت عليه الشهري، فنظر إليه ساعة ثم تبسم فقال: يا ياسر هكذا كان العهد بينه وبين أبي وبينه. وبيني حتى يسل علي السيف، أوما علم أن لي ناصرا وحاجزا يحجز بيني وبينه فقلت: يا سيدي دع عنك العتاب فوالله وحق جدك (صلى الله عليه وآله) ما كان يعقل من أمره شيئا وما علم أين هو من أرض الله

(1) ليس في الأصل.
(٧١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 705 706 707 708 709 710 711 712 713 714 715 ... » »»