الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٧١٥
إلا محمد وآله وشيعتهم، ومصبها كلها واحد، ومجراها من الكوثر، وأن هذه الثلاثة الجبال تسبح الله وتقدسه وتمجده وتستغفر لمحبي آل محمد (عليهم السلام)، فمن تختم بشئ منها من شيعة آل محمد لم ير إلا الخير والحسنى والسعة في رزقه والسلامة من جميع أنواع البلاء، وهو أمان من السلطان الجائر ومن كل ما يخافه الانسان ويحذره (1).
وكتب إلى رجل من أهل الحيرة:
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي انتجب من خلقه واختار من عباده واصطفى من النبيين محمدا (صلى الله عليه وآله)، فبعثه بشيرا ونذيرا ودليلا على سبيله، الذي من سلكه لحق، ومن تقدمه مرق، ومن عدل عنه محق، فصلى الله على محمد وآله.
أما بعد فإني أوصي أهل الإجابة بتقوى الله الذي جعل لمن اتقاه المخرج من مكروهه، إن الله عز وجل أوجب لوليه ما أوجبه لنفسه ونبيه في محكم كتابه بلسان عربي مبين، وقد بلغني عن أقوام انتحلوا المودة وتحلوا بدين الله ودين ملائكته شكوا في النعمة، وحملوا أوزارهم وأوزار المقتدين بهم، واستحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله وما ورثوه من أسلاف صالحين، ابصروا فلزموا ولم يؤثروا دنيا حقيرة على آخرة مؤبدة، فأين يذهب المبطلون؟ سوف يأتي عليهم يوم يضمحل عنهم فيه الباطل وتنقطع أسباب الخدائع، وذلك يوم الحسرة، إذ القلوب لدى الحناجر. والحمد لله الذي يفعل ما يشاء وهو العليم الخبير.
وكتب (عليه السلام) إلى محمد بن الفرج: إذا غضب الله على خلقه نجانا من جوارهم.
وقال محمد بن الوليد الكرماني: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): ما تقول في المسك؟
قال: إن أبي أمر فعمل له مسك في بان سبعمائة درهم.
فكتب إليه الفضل بن سهل يخبره أن الناس يعيبون ذلك. فكتب إليه: يا فضل أما علمت أن يوسف (عليه السلام) كان يلبس الديباج مزررا بالذهب، ويجلس على

(1) الأمالي للطوسي: ج 1 ص 36 المجلس الثاني ح 41.
(٧١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 710 711 712 713 714 715 716 717 718 719 721 ... » »»