الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٧٠٥
فقام إليه رجل من القوم، فقال له: ما تقول في رجل قال لامرأته: أنت طالق عدد نجوم السماء؟ قال: طلقت ثلاثا دون الجوزاء. فورد على الشيعة ما زاد في غمهم وحزنهم. ثم قام إليه رجل آخر فقال: ما تقول في رجل أتى بهيمة. فقال:
تقطع يده ويجلد مائة جلدة وينفى. فضج الناس بالبكاء وكان قد اجتمع فقهاء الأمصار، فبيناهم في ذلك إذ فتح باب من صدر المجلس وخرج موفق، ثم خرج أبو جعفر (عليه السلام) وعليه قميصان وإزار وعمامة بذؤابتين إحداهما من قدام والأخرى من خلف، فجلس وأمسك الناس كلهم، ثم قام إليه صاحب المسألة الأولى فقال له: يا بن رسول الله ما تقول فيمن قال لامرأته أنت طالق عدد نجوم السماء؟ فقال له: يا هذا اقرأ كتاب الله تبارك وتعالى، قال الله: * (الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان) * في الثالثة قال: فإن عمك أفتاني بكيت وكيت فقال له: يا عم اتق الله ولا تفت وفي الأمة من هو أعلم منك.
فقام إليه صاحب المسألة الثانية فقال: يا بن رسول الله رجل أتى بهيمة. فقال:
يعزر ويحمى ظهر البهيمة وتخرج من البلد لئلا يبقى على الرجل عارها. فقال له:
إن عمك أفتاني بكيت وكيت. فالتفت وقال بأعلى صوته: لا إله إلا الله يا عبد الله إنه عظيم عند الله أن تقف غدا بين يدي الله فيقول لك لم أفتيت عبادي بما لا تعلم وفي الأمة من هو أعلم منك. فقال له عبد الله بن موسى: رأيت أخي الرضا وقد أجاب في هذه المسألة بهذا الجواب. فقال له أبو جعفر (عليه السلام): إنما سئل الرضا (عليه السلام) عن نباش نبش امرأة ففجر بها وأخذ ثيابها فأمر بقطعه للسرقة وجلده للزنا ونفيه للمثلة بالميت (1).
قال أبو خراش النهدي (2): وكنت قد حضرت مجلس الرضا علي بن موسى (عليه السلام) فأتاه رجل فقال له: جعلت فداك أم ولد لي هي صدوق أرضعت جارية لي بلبن ابني أتحرم علي نكاحها؟ قال أبو الحسن (عليه السلام): لا رضاع بعد فطام. فسأله عن الصلاة في الحرمين، فقال: إن شئت قصرت وإن شئت أتممت قلت: فالخصي

(1) دلائل الإمامة: ص 204 - 206.
(2) في المصدر: أبو خداش المهري.
(٧٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 698 699 701 703 704 705 706 707 708 709 710 ... » »»