الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٦٣٣
وقال محرمة الكندي: إن أبا الدوانيق نزل بالربذة وجعفر الصادق (عليه السلام) بها، فقال: من يعذرني من جعفر والله لأقتلنه، فدعاه.
فلما دخل عليه جعفر قال: يا أمير المؤمنين إرفق بي فوالله لقلما أصحبك.
فقال أبو الدوانيق: انصرف. ثم قال لعيسى: يا بن علي إلحقه فسله أبي! أم به؟
فخرج يشتد حتى لحقه فقال: يا با عبد الله إن أمير المؤمنين يقول لك أبك أم به؟ قال: لا بل بي (1).
وقيل: إن ابن أبي العوجاء وثلاثة نفر اخر من الدهرية اتفقوا على أن يعارض كل واحد منهم ربع القرآن، وكانوا بمكة، وتعاهدوا على أن يجيئوا بمعارضته في العام القابل.
فلما حال الحول واجتمعوا في مقام إبراهيم (عليه السلام)، قال أحدهم: إني لما رأيت قوله تعالى: * (يا أرض إبلعي ماءك ويا سماء اقلعي وغيض الماء) * (2) كففت عن المعارضة.
وقال الآخر: وكذا أنا لما وجدت قوله: * (فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا) * (3) أيست من المعارضة وكانوا يسرون ذلك.
فمر عليهم الصادق (عليه السلام) فالتفت إليهم وقرأ عليهم: * (قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله) * (4) فبهتوا (5).
وقال إبراهيم بن مهزم، عن أبيه أنه قال: خرجت من أبي عبد الله (عليه السلام) ممسيا فأتيت منزلي بالمدينة وكانت أمي معي، فوقع بيني وبينها كلام فأغلظت لها.
فلما كان من الغد صليت الغداة وأتيت أبا عبد الله (عليه السلام) فدخلت عليه، فقال لي:
يا مهزم مالك ولخالدة (6) أغلظت لها البارحة، أفما علمت أن بطنها لك منزل قد

(٦٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 628 629 630 631 632 633 634 635 636 637 638 ... » »»