الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٦٣٦
لا ثلج ولا عسل ولا ماء جاري (1).
وقال إسماعيل بن زيد، عن شعيب بن ميثم، قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام):
يا شعيب ما أحسن بالرجل يموت وهو لنا ولي، يوالي ولينا ويعادي عدونا.
قلت: والله إني لأعلم أن من مات على هذا إنه لعلى حال حسنة.
قال: يا شعيب أحسن إلى نفسك، وصل قرابتك، وتعاهد إخوانك، ولا تستبدل بالتي هي أحسن، تقول: أدخر لنفسي وعيالي، إن الذي خلقهم هو الذي رزقهم.
قلت في نفسي: نعى والله إلي نفسي.
قال إسماعيل: فرجع شعيب بن ميثم فما لبث شهرا حتى مات (2).
وقال جميل بن دراج: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فدخلت عليه امرأة فذكرت أنها تركت ابنها وقد ألقت الملحفة على وجهه وهو ميت.
فقال لها: لعله لم يمت فقومي واذهبي إلى بيتك فاغتسلي وصلي ركعتين واجزعي وقولي: يامن وهبه لي ولم يكن شيئا جدد هبته ثم حركيه ولا تخبري بذلك أحدا. ففعلت، وجاءت فحركته فإذا هو يبكي (3).
وقال أبو حمزة: كنت مع أبي عبد الله (عليه السلام) فيما بين مكة والمدينة فالتفت عن يساره فإذا كلب أسود فقال: مالك قبحك الله؟ ما أشد مسارعتك؟ فإذا هو شبيه بالطائر. فقلت: ما هذا جعلني الله فداك؟ فقال: هذا عثم بريد الجن، مات هشام الساعة ومر يطير يسعى به في كل بلد (4).
$ الإمام الصادق (عليه السلام) / نبذ من كلامه وقال داود بن كثير الرقي: خرجت مع أبي عبد الله (عليه السلام) إلى الحج فلما كان وقت الظهر قال لي: يا داود قد صارت الظهر فأعدل بنا عن الطريق حتى نأخذ أهبة الظهر. فعدلنا عن الطريق، فنزل في أرض قفر لا ماء فيها، فركضها برجله فنبعت لنا عين ماء وكأنها قطع الثلج، فتوضأ وتوضأت وصلينا، فلما هممنا بالمسير التفت

(١) دلائل الإمامة: ص ١١٣ - ١١٤.
(٢) الناقب لابن شهرآشوب: ج ٤ ص ٣٢٣.
(٣) بصائر الدرجات: ص ٢٧٢ ج ٦ ب ٤ ح ١.
(٤) كشف الغمة: ج ٢ ص ١٩٢، وفيه: ينعاه في كل بلد.
(٦٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 631 632 633 634 635 636 637 638 639 640 641 ... » »»