الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٦٣١
يتصدق بشق تمرة فأربيها له كما يربي أحدكم فلوة (1) حتى أجعلها له مثل أحد ".
فخرجت إلى أصحابي فقلت: ما رأيت أعجب من هذا، كنا نستعظم قول أبي جعفر قال رسول الله بلا واسطة، فقد قال لي أبو عبد الله قال الله تعالى بلا واسطة (2).
فصل في ذكر معجزات جعفر بن محمد (عليه السلام) روي أن بعض أصحابه حمل إلى أبي عبد الله (عليه السلام) مالا قال: فاستكثرته في نفسي. فلما دخلت عليه دعا بغلام وإذا طست في آخر الدار فأمره أن يأتيه به، ثم تكلم بكلام لما اتي بالطست فانحدرت الدنانير من الطست حتى حالت بيني وبين الغلام.
قال: فالتفت إلي وقال: أترى نحتاج ما في أيديكم؟ إنما آخذ منكم ما آخذ لأطهركم بذلك (3).
وقال داود بن كثير الرقي: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فدخل موسى ابنه عليه وهو يتنفض، فقال له أبو عبد الله: كيف أصبحت؟ قال: أصبحت في كنف الله، متقلبا في نعم الله، أشتهي عنقود عنب جرشي ورمانة خضراء.
قال داود: قلت: سبحان الله هذا الشتاء! فقال: يا داود إن الله تعالى قادر على كل شئ، ادخل البستان، فإذا شجرة عليها عنقود من عنب جرشي ورمانة خضراء.
فقلت: آمنت بسركم وعلانيتكم، فقطفتهما وأخرجتهما إلى موسى فقعد يأكل.
فقال: يا داود لهو أفضل من رزق قديم خص الله به مريم بنت عمران من الأفق الأعلى (4).

(١) الفلو - بالفتح ثم الضم وتشديد الواو -: العظيم من أولاد ذوات الحافر.
(٢) أمالي المفيد: ص ٣٥٤ المجلس ٤٢ ح ٧.
(٣) الخرائج والجرائح: ج ٢ ص ٦١٤ ح ١٢.
(٤) الخرائج والجرائح: ج ٢ ص ٦١٧ ح 16.
(٦٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 626 627 628 629 630 631 632 633 634 635 636 ... » »»