الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٦٠٩
ودرعه وخاتمه وعصاه وتركته، فاكتب إليه فيه فإن هو لم يبعث به فقد وجدت السبيل إلى قتله.
فكتب عبد الملك إلى العامل أن احمل إلى أبي جعفر محمد بن علي ألف ألف درهم وليعطك ما عنده من ميراث رسول الله (صلى الله عليه وآله).
فأتى العامل منزل أبي جعفر بالمال وأقرأه الكتاب. فقال له: أجلني أياما.
قال: نعم.
فهيأ أبي متاعا مكان كل شئ مثله ثم حمله ودفعه إلى العامل، فبعث به إلى عبد الملك فسر به سرورا شديدا، فأرسل إلى زيد فعرضه عليه. فقال زيد: والله ما بعث إليك من متاع رسول الله (صلى الله عليه وآله) بقليل ولا كثير.
فكتب عبد الملك إلى أبي: إنك أخذت مالنا ولم ترسل إلينا بما طلبنا.
فكتب إليه أبي: قد بعثت إليك بما قد رأيت، فإن شئت كان، وإن شئت لم يكن.
فصدقه عبد الملك. وجمع أهل الشام وقال: هذا متاع رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد أتيت به، ثم أخذ زيدا وقيده وبعث به إلى أبي، وقال له: لولا أني لا أريد أن أبتلي بدم أحد منكم لقتلتك. وبعث إلى أبي: إني بعثت إليك بابن عمك فأحسن أدبه.
فلما اتي به أطلق عنه وكساه. ثم إن زيدا ذهب إلى سرج فسمه، ثم أتى به أبي، فناشده ألا ركبت هذا السرج. فقال له أبي: ويحك يا زيد ما أعظم ما تأتي به وما يجري على يديك! إني لأعرف الشجرة التي نحت منها، ولكن هكذا قدر، فويل لمن أجرى الله على يديه الشر.
فأسرج له به، وركب أبي ونزل وهو متورم، فأمر بأكفان له فأحضرت، وكان فيها ثوب أبيض قد أحرم فيه وقال: " اجعلوه في أكفاني " وعاش ثلاثا، ثم مضى (عليه السلام) لسبيله. وذلك السرج عند آل محمد معلق.
ثم إن زيد بن الحسن بقي بعده أياما، فعرض له داء، فلم يزل يخبط به ويهوي حتى مات.
(٦٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 604 605 606 607 608 609 610 611 612 613 614 ... » »»