الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٦١٥
يقال له البرهوت يسكنه البوم والهام تعذب فيه أرواح المشركين إلى يوم القيامة (1).
وقال أبو بصير: قال أبو جعفر (عليه السلام): مررت بالشام وأنا متوجه إلى بعض خلفاء بني أمية فإذا قوم يمرون، فقلت: أين تريدون؟ قالوا: إلى عالم لنا لم نر مثله يخبرنا بمصلحة شأننا. قال: فاتبعتهم حتى دخلوا بهوا عظيما فيه خلق كثير، فلم ألبث أن خرج شيخ كبير متوكئ على رجلين قد سقط حاجباه على عينيه وقد شدهما حتى بدت عيناه، فنظر إلي وقال: أمنا أنت أم من الأمة المرحومة؟ قال: قلت: من الأمة المرحومة. قال: فقال: أمن علمائهم أم من جهالهم؟ قال: قلت: لا من علمائهم ولا من جهالهم. فقال: أنتم الذين تزعمون أنكم تذهبون إلى الجنة فتأكلون وتشربون ولا تحدثون قلت: نعم قال: فهات على هذا برهانا؟ قال... (2) شهيدا.
وقال أبو الربيع الشامي: كنت عند أبي جعفر (عليه السلام) جالسا فرأيت أنه قد نام،

(١) بصائر الدرجات: ص ٥٠٨ ج ١٠ ب ١٨ ح ٩.
(٢) سقط في الأصل مقدار صفحة كاملة. وتتمة الرواية من بحار الأنوار:
فقال أبو جعفر (عليه السلام): هذا الجنين في بطن أمه يأكل مما تأكل أمه ولا يتغوط. قال النصراني:
أصبت ألم تقل ما أنا من علمائهم؟ قال أبو جعفر: إنما قلت لك: ما أنا من جهالهم. قال النصراني: فأسألك أو تسألني؟
[قال أبو جعفر (عليه السلام): تسألني] قال: يا معشر النصارى والله لأسألنه مسألة يرتطم فيها كما يرتطم الحمار في الوحل. فقال: سل.
قال: أخبرني عن رجل دنا من امرأة فحملت بابنين جميعا، حملتهما في ساعة واحدة، وماتا في ساعة واحدة، ودفنا في ساعة واحدة في قبر واحد، فعاش أحدهما خمسين ومائة سنة، وعاش الآخر خمسين سنة، من هما؟
فقال أبو جعفر (عليه السلام): هما عزير وعزرة، كان حمل أمهما على ما وصفت، ووضعتهما على ما وصفت وعاش عزرة وعزير، فعاش عزرة مع عزير ثلاثين سنة، ثم أمات الله عزيرا مائة سنة، وبقي عزرة يحيى، ثم بعث الله عزيرا فعاش مع عزرة عشرين سنة.
قال النصراني: يا معشر النصارى ما رأيت أحدا قط أعلم من هذا الرجل، لا تسألوني عن حرف وهذا بالشام، ردوني. فردوه إلى كهفه، ورجع النصارى مع أبي جعفر صلوات الله عليه.
بحار الأنوار: ج ٤٦ ص ٣١٣ باب ١٨ ح ٢ وذكرت القصة أيضا في الخرائج والجرائح: ج ١ ص ٢٩٠ - 293 ح 24 مع اختلاف.
(٦١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 610 611 612 613 614 615 616 617 619 621 622 ... » »»