الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٤٤٧
رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ولولا أني أؤمر بطاعة إمامي لشهرت سيفي وجاهدت في الله حتى أبلغ عذري.
فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): شكر لك مقامك، وعرف ذلك لك.
وقام سلمان الفارسي (رضي الله عنه) وقال: الله أكبر الله أكبر سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " بينما أخي وابن عمي في مسجدي هذا في جماعة من أصحابي إذ يكبسهم جماعة يريدون قتله وقتل من معه ".
فهم به عمر بن الخطاب فتناول أمير المؤمنين بمجامع ثوبه وكاد أن يجلد به الأرض ثم قال: يا بن الخطاب لولا كتاب سبق من الله عز وجل وعهد من رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأرهقنك، لكنت أقل ناصر وأضعف معين.
ثم أقبل على أصحابه وقال لهم: انصرفوا رحمكم الله، فوالله لا دخلت إلى هذا المسجد إلا كما دخل أخواي موسى وهارون (عليهما السلام) إذ قال له: * (اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون) * (1) ووالله لا دخلته إلا لزيارة رسول الله (صلى الله عليه وآله) أو لقضية أقضيها فإنه لا يجوز لحجة الله ومن أقامه رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يترك من يسترشده.
قال الإمام الصادق (عليه السلام): فما دخله (عليه السلام) إلا كما قال (2).
مواليه (عليه السلام): يحيى بن أبي كثير الذي روى عنه الأوزاعي.
وقال أبو أيوب السجستاني: ما بقي على الأرض مثل يحيى بن أبي كثير.
وكان ابنه عبد الله بن يحيى يروي عن أبيه أبو أسامة حماد بن أسامة مولى الحسن بن سعد مولى الحسن بن علي (عليه السلام)، فهو مولى مولى. توفي بالكوفة سنة إحدى وثمانين، وهو ابن ثمانين سنة.
خواتيمه:
حدث أبو نصر الحسن بن محمد بن إبراهيم الحافظ، قال: حدثنا أبو بكر

(٤٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 442 443 444 445 446 447 448 449 451 452 453 ... » »»