الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٤٤٥
شهادتي وحدي لا يريد معي غيري، وإني أشهد بما أشهد وأنتم معاشر قريش تشهدون على انني أشهد على رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال ونحن متواخون لم يغادر صغيرا ولا كبيرا وأومأ بيده (صلى الله عليه وآله) إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وقال: هذا إمامكم من بعدي وخليفتي فيكم فقدموه ولا تبعدوه، فإن قدمتموه سلكتم سبيل النجاة والهدى، وإن أبعدتموه سلكتم سبيل الضلال والردى، وهو باب حطة المسلمين، مثله فيكم كمثل سفينة نوح من ركب فيها نجا ومن تخلف عنها هوى.
ثم جلس.
وقام سهل بن حنيف (رضي الله عنه) فحمد الله وأثنى عليه وقال: يا معاشر قريش ألستم تعلمون أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خرج من دار فاطمة (عليها السلام) ويده في يد علي (عليه السلام) وهو يقول: هذا أخي وابن عمي ووزيري وخليفتي من بعدي اختيارا من الله عز وجل، فالشاك في علي كالشاك في الله، والتابع لعلي كالتابع لله فاتبعوه يهدكم إلى الحق.
ثم جلس.
وقام أبو الهيثم بن التيهان (رحمه الله) فحمد وأثنى عليه ثم قال: يا معاشر قريش أتجحدون ما كان من رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو في هذا الموضع - يعني الروضة - وهو آخذ بيد علي (عليه السلام) وهو يقول: هذا علي إمامكم من بعدي، ومنجز وعدي، وقاضي ديني، ومستخلفي فيكم، وأول من يصافحني يوم القيامة ويقوم على الحوض واللواء بيده، طوبى لمن تبعه وحسن مآب، والويل لمن تخلف عنه وطول عذاب وعقاب. ثم جلس.
وقام أبي بن كعب (رحمه الله) فحمد الله وأثنى عليه وقال: يا معاشر قريش إني لا أعظكم بأكثر مما وعظكم به رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ولا أقول أكثر مما قال، على أنا رأينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد أقام عليا وليا ومولى وقال: " من كنت مولاه فعلي مولاه " فقالت طائفة منا: إنما أراد رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يعلم من هو من مواليه وعبيده أن عليا مولاه. وقالت طائفة أخرى: ما أقامه إلا إماما عالما. فبلغ ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فخرج إلينا كهيئة المغضب ويده في يد علي ويقول: " من كنت مولاه فهذا
(٤٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 440 441 442 443 444 445 446 447 448 449 451 ... » »»