الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٤٤٣
فقام إليه عمر بن الخطاب وقال له: اسكت يا خالد فلست من أهل المشورة ولا ممن يقتدى برأيه. فجلس.
وقام سلمان الفارسي (رضي الله عنه) فحمد الله وأثنى عليه وقال: يا أبا بكر إلى من تسلم أمرك إذا نزل بك الأمر؟ وإلى من ترجع إذا سألوك عما لا تعلم؟ ووصي رسول الله (صلى الله عليه وآله) أعلم منك، قدمه النبي (صلى الله عليه وآله) في حياته وأوعز إليه عند وفاته، فتركتم قوله، وتناسيتم وصيته، وعما قليل تنتقل من دنياك وتصير إلى آخرتك، فلو رجعت إلى الحق وأنصفت أهل الحق لكان لك في ذلك النجاة، على أنك قد سمعت كما سمعنا ورأيت كما رأينا، وقد محضت لك نصيحتي، وبذلت لك ما عندي، فإن قبلت رشدت وكنت الناجي. ثم جلس.
وقام أبو ذر رحمة الله عليه فحمد الله وأثنى عليه وقال: يا معاشر قريش قد علمتم وعلم أخياركم أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: الأمر بعدي لعلي بن أبي طالب (عليه السلام) ثم الأئمة من ولد الحسين (عليهم السلام)، فتركتم قوله، وتناسيتم وصيته، واتبعتم أمر الدنيا الفانية، وتركتم أمر الآخرة الباقية، وكذلك الأمم كفرت بعد إيمانها، وجحدت بعد عرفانها حذو النعل بالنعل، وعما قليل تذوقون وبال أمركم بما قدمت أيديكم، وما ربك بظلام للعبيد. ثم جلس.
وقام المقداد بن الأسود الكندي رحمة الله عليه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:
يا أبا بكر أربع على ضلعك، وقس شبرك بفترك، ولا يغرنك أوغاد قريش فعما قليل تنتقل عن دنياك وتصير إلى آخرتك وقد علمت أن علي بن أبي طالب (عليه السلام) صاحب هذا الأمر، فسلم إليه ما جعله الله [و] رسوله له. ثم جلس.
وقام عمار بن ياسر (رضي الله عنه) فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: يا معاشر قريش قد علمتم وكل الملأ أن أهل بيت نبيكم (صلى الله عليه وآله) أقرب إليه قرابة، فإن ادعيتم القرابة والسابقة مع الفضل لكم فالله تعالى يقول: * (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) * (1) وقوله تعالى للنبي (صلى الله عليه وآله): * (وأنذر عشيرتك

(٤٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 438 439 440 441 442 443 444 445 446 447 448 ... » »»