الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٤٤١
فصل في ذكر رجال أمير المؤمنين (عليه السلام) الاثني عشر الذين قاموا إلى أبي بكر وهو على المنبر وهم ستة من المهاجرين وستة من الأنصار.
فأما الذين من المهاجرين فهم: خالد بن سعيد بن العاص الأموي، وسلمان الفارسي، وأبو ذر الغفاري، وعمار بن ياسر، والمقداد بن الأسود الكندي، وأبو بريدة الأسلمي (1).
وأما الذين من الأنصار فهم: قيس بن سعد بن عبادة، وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين، وسهل بن حنيف، وأبو الهيثم بن تيهان، وأبي بن كعب، وأبي أيوب الأنصاري رضي الله عنهم أجمعين.
هؤلاء أجمعوا وتشاوروا وقالوا: والله لنأتينه وننزله عن منبر رسول الله (صلى الله عليه وآله).
فقال بعضهم: إن فعلتم ذلك أخطأتم على أنفسكم، والله عز وجل قال وهو أصدق القائلين: * (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) * (2) ولكن انطلقوا إلى صاحب الأمر فاستشيروه وخذوا رأيه.
فدخلوا على أمير المؤمنين (عليه السلام) فقالوا له: قد عيل الصبر وضعف اليقين، وهذا أبو بكر قد علا منبر رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ولقد أردنا أن نهجم عليه وننزله عنه، فكرهنا أن نعمل أمرا دون مشاورتك فيه، فمرنا فإن الحق معك وأنت صاحب هذا الأمر، وقد سمعنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " علي مع الحق والحق مع علي يميل معه كيف مال ".
فقال لهم علي (عليه السلام): وأيم الله لو فعلتم ذلك ما كنتم إلا كالحجر المالح في الماء أو الحجر في البحر، ولو اتيتموني شاهرين أسيافكم مستعدين للجهاد إذ أتوني

(١) كذا، والصحيح: وبريدة الأسلمي.
(٢) البقرة: ١٩٥.
(٤٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 436 437 438 439 440 441 442 443 444 445 446 ... » »»