وقيل له: من أشد الناس زهدا؟
قال: من لا يبالي الدنيا في يد من كانت.
وقيل له: من أخسر الناس صفقة؟
قال: من باع الباقي بالفاني.
وقيل له: من أعظم الناس قدرا؟
قال: من لا يرى الدنيا قدر نفسه.
وكان قويا شديد الأيد، وله في ذلك أحاديث:
منها: ان أباه (عليه السلام) اشترى درعا فاستطالها، فقبض محمد بيده اليمنى على ذيلها وبالأخرى على فضلتها ثم جذبها فقطعها من الموضع الذي حده له (عليه السلام).
وكان عبد الله بن الزبير إذا حدث بذلك اعتراه أفكل (1) وغضب، وكان يحسده.
وفي سنة ستة وستين من الهجرة حبس عبد الله بن الزبير محمد بن الحنفية ومن كان معه من أهل بيته ووجوه أهل الكوفة بزمزم لكراهتهم بيعته وأعطى الله عهدا إن لم يبايعوه أن يقتلهم ويحرقهم. فوجه ابن الحنفية إلى المختار يعلمه ذلك، فوجه اليه المختار مددا جماعة في أثر جماعة فدخلوا المسجد الحرام وهم ينادون يا لثارات الحسين حتى انتهوا إلى زمزم، وقد أعد ابن الزبير الحطب ليحرق محمد بن علي (عليه السلام) وأصحابه، وكان قد بقي من الأجل يومان، ووجه المختار إلى محمد بن علي (عليه السلام) بمال، فخرج محمد بن علي إلى شعب علي (عليه السلام) وأصحابه يسبون ابن الزبير ويستأذنونه في محاربته، فأبى عليهم ذلك وكره القتال، فاجتمع معه في الشعب أربعة آلاف، فقسم ذلك المال وتفرق الناس عنه، وكان من أمره مع ابن الزبير ما تقدم ذكره، ودخل رضوى وتوفي فيه رحمة الله عليه.
وخلف من الولد: الحسن وعبد الله - وهو أبو هاشم - وجعفر الأكبر وحمزة وعليا لام ولد، وجعفر الأصغر وعونا أمهما أم جعفر، والقاسم وإبراهيم.