الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٣١٠
موسى بن عمران بأن تشرح له صدره وتيسر له أمره وتحلل عقدة من لسانه وأن تجعل له وزيرا من أهله، وأن محمدا يسألك بأن تشرح لي صدري وتيسر لي أمري وتحلل عقدة من لساني ليفقه قولي واجعل لي وزيرا من أهلي عليا اشدد به أزري وأشركه في أمري.
قال ابن عباس: فسمعت مناديا ينادي: يا أحمد قد أوتيت ما سألت. فقال النبي (صلى الله عليه وآله): يا أبا الحسن ارفع يديك إلى السماء وادع ربك وسل يعطك. فرفع يده إلى السماء وقال: اللهم اجعل لي عندك عهدا، واجعل لي عندك ودا. فأنزل الله تعالى على نبيه (صلى الله عليه وآله): * (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا) * (1) فتلاها النبي (صلى الله عليه وآله) على أصحابه فتعجبوا من ذلك. فقال النبي (صلى الله عليه وآله): ممن تتعجبون! إن القرآن أربعة أرباع: ربع فينا أهل البيت خاصة، وربع حلال وحرام، وربع قصص، وربع فرائض وأحكام، وقد أنزل الله تعالى في علي كرائم القرآن (2).
وحدث سعيد بن جبير، عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال: كنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومعنا علي بن أبي طالب (عليه السلام) إذ جاء أعرابي فقال: يا رسول الله سمعتك تقول: * (واعتصموا بحبل الله) * [من] الذي يعتصم به؟ فضرب النبي (صلى الله عليه وآله) يده على يد علي بن أبي طالب (عليه السلام) وقال: بهذا تمسكوا (3).
وقال علي بن حوشب، عن مكحول أنه قال: لما نزلت هذه الآية: * (وتعيها اذن واعية) * (4) قال النبي (صلى الله عليه وآله): اللهم اجعلها اذن علي. قال أمير المؤمنين (عليه السلام): فما سمعت باذني شيئا فنسيته قط (5).
وقال الأشج أبو عمرو عثمان: سمعت علي بن أبي طالب (عليه السلام) يقول: لما نزلت * (وتعيها اذن واعية) * قال لي النبي (صلى الله عليه وآله): جعلها الله اذنك يا علي (6).

(١) مريم: ٩٦.
(٢) بحار الأنوار: ج ٣٥ ص ٣٥٥ باب ١٤ ح ٦.
(٣) قريب منه ما رواه النعماني في كتاب الغيبة: الباب الثاني ص ٤٢.
(٤) الحاقة: ١٢.
(٥) بحار الأنوار: ج ٣٥ ص ٣٢٩ باب ١١ ح ٨.
(٦) بحار الأنوار: ج ٣٥ ص ٣٢٦ باب 11 ح 2 وص 327 ح 4 بأسانيد أخرى.
(٣١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 305 306 307 308 309 310 311 312 313 314 315 ... » »»