الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٢٧١
وأما الفضائل العملية فأقسام:
منها: العفة والزهد، وقد كان في الصحابة جمع من الزهاد كأبي ذر وسلمان وأبي الدرداء، وكلهم كانوا فيه تلامذة علي.
ومنها: الشجاعة، وقد كان في الصحابة جماعة شجعان كأبي دجانة وخالد بن الوليد، وكانت شجاعته أكثر نفعا من شجاعة الكل، ألا ترى أن النبي (عليه السلام) قال يوم الأحزاب: " لضربة علي خير من عبادة الثقلين " (1) وقال علي بن أبي طالب:
" ما قلعت باب خيبر بقوة جسمانية لكن بقوة إلهية " (2).
ومنها: السخاوة، وقد كان في الصحابة جمع من الأسخياء، وقد بلغ إخلاصه في سخاوته إلى أنه أعطى ثلاثة أقراص، فأنزل الله تعالى في حقه: * (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا) * (3).
ومنها: حسن الخلق، وقد كان من شجاعته وبسالته حسن الخلق جدا، وقد بلغ فيه إلى حيث نسبه أعداؤه إلى الدعابة.
ومنها: البعد عن الدنيا، وظاهر أنه (عليه السلام) مع انفتاح أبواب الدنيا عليه لم يظهر التنعم والتلذذ، وكان مع غاية شجاعته إذا شرع في صلاة التهجد وشرع في الدعوات والتضرعات إلى الله بلغ مبلغا لا يوازيه أحد ممن جاء بعده من الزهاد.
ولما ضربه ابن ملجم قال: " فزت ورب الكعبة ".
وأما الفضائل البدنية:
فمنها: القوة والشدة، وكان فيها عظيم الدرجة حتى قيل إنه كان يقط الهام قط الأقلام.
ومنها: النسب العالي، ومعلوم أن شرف الأنساب هو القرب من رسول الله، وهو كان أقرب الناس في النسب إلى رسول الله. وأما العباس فإنه كان عم

(١) بحار الأنوار: ج ٣٩ ص ٢ باب ٧٠ ذيل ح ١.
(٢) بحار الأنوار: ج ٥٨ ص ٤٧ باب ٥ ذيل ح ١٣.
(٣) الانسان: ٨.
(٢٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 ... » »»