الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٢٨٢
عنده إذ أقبل رجل من باب الصفا أبيض اللون، يعلوه حمرة، له وفرة جعدة إلى أنصاف أذنيه، أقنى، أدلف، براق الثنايا، أدعج العينين، كث اللحية، دقيق المشربة، شثن الكفين والقدمين، عليه ثوبان أبيضان، كأنه القمر ليلة البدر، يمشي على يمينه غلام أمرد الوجه مراهق أو محتلم، يقفوهما امرأة قد سترت محاسنها، حتى قصد نحو الحجر فاستلمه ثم استلم الغلام ثم استلمت المرأة، ثم طاف بالبيت سبعا والمرأة والغلام يطوفان معه، ثم استقبل الركن ورفع يديه وكبر وقام الغلام ورفع يديه وكبر وقامت المرأة خلفهما فرفعت يديها وكبرت، وأطال القنوت، ثم ركع فأطال الركوع، ثم رفع رأسه من الركوع فقنت قنوتا ثم سجد، والغلام والمرأة يصنعان مثل ما يصنع.
قال: فرأينا شيئا لم نكن نعرفه بمكة فأقبلنا على العباس فقلنا له: يا أبا الفضل إن هذا الدين لم نكن نعرفه فيكم أو شئ قد حدث؟ قال: أجل هذا ابن أخي محمد بن عبد الله، والغلام علي بن أبي طالب، والمرأة امرأته خديجة بنت خويلد، أما والله ما على وجه الأرض أحد يعبد الله بهذا الدين إلا هؤلاء الثلاثة (1).
حدث عن الأعمش، عن عباية، عن ربعي بن ربعي، عن أبي أيوب: أن النبي (صلى الله عليه وآله) مرض مرضا فأتته فاطمة (عليها السلام) تعوده، فلما رأت ما به من الجهد والضعف استعبرت فبكت حتى سالت الدموع على خديها، فقال لها: يا فاطمة إن لكرامة الله تعالى إياك أن زوجتك من أقدمهم سلما وأكثرهم علما وأعظمهم حلما، إن الله تعالى أطلع إلى أهل الأرض إطلاعة فاختارني منهم فبعثني نبيا مرسلا، ثم اطلع إطلاعة فاختار منهم بعلك، فأوحى إلي أن أزوجك إياه واتخذه وصيا (2).
معارف القتيبي وفضائل السمعاني ومعرفة النسائي: قالت جنادة العدوية:
سمعت عليا (عليه السلام) يقول على منبر البصرة: أنا الصديق الأكبر، آمنت قبل أبي بكر، وأسلمت قبل أن أسلم (3).

(١) كشف الغمة: ج ١ ص ٨٣.
(٢) بحار الأنوار: ج ٢٨ ص ٥٢ باب ٢ ح ٢١.
(٣) المناقب لابن شهرآشوب: ج 2 ص 4.
(٢٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 ... » »»