الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٢٦٨
الحجة السابعة: لا شك أن عليا كان من أولي القربى لمحمد (صلى الله عليه وآله)، وحب أولي القربى واجب لقوله تعالى: * (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) * (1) وأما أبو بكر فإنه ليس كذلك، والذي وجب حبه على جميع المسلمين أفضل ممن لا يكون كذلك.
الحجة الثامنة: قوله تعالى: * (فان الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين) * (2) والمفسرون قالوا: أراد بصالح المؤمنين علي بن أبي طالب، والمراد من المولى هاهنا الناصر، لأن المفهوم بالشرك من المولى بين الله وبين جبريل وبين صالح المؤمنين ليس إلا هذا المعنى. وإذا ثبت هذا فنقول: هذا يدل على فضيلة علي من وجهين:
الأول: أن لفظ " هو " في قوله: * (فان الله هو مولاه) * يفيد الحصر، فيكون المعنى: أن محمدا (عليه السلام) لا ناصر له إلا الله وجبريل وعلي، ومعلوم أن نصرة محمد (عليه السلام) أعظم مراتب الطاعات.
والثاني: أنه تعالى بدأ بذكر نفسه وثنى بجبريل وثلث بعلي، وهذا منصب عال.
الحجة التاسعة: أن عليا كان هاشميا، والهاشمي أفضل من غير الهاشمي.
والمقدمة الأولى متواترة، والثانية يدل على صحتها قوله (عليه السلام): " إن الله اصطفى من ولد إسماعيل (عليه السلام) قريشا، واصطفى من قريش هاشما " (3).
الحجة العاشرة: قوله (عليه السلام): " من كنت مولاه فعلي مولاه " (4) ولفظ المولى في حق محمد (عليه السلام) لاشك أنه يفيد أنه كان مخدوما للكل وصاحب الأمر فيهم. وإذا كان الأمر كذلك وجب أن يقال في علي أنه أيضا مخدوم لكل الأمة ونافذ الحكم فيهم، وهذا يوجب كونه أفضل الخلق.

(١) الشورى: ٢٣.
(٢) التحريم: ٤.
(٣) البداية والنهاية: ج ٢ ص ٢٥٦.
(4) مسند أحمد بن حنبل: ج 1 ص 84 و 119 و 152، ج 4 ص 281 و 368 و 370 و 372، ج 5 ص 347 و 366.
(٢٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 ... » »»