ولما قال: * (لا ينال عهدي الظالمين) * (1) صار العهد في الصفوة * (ووهبنا له إسحاق ويعقوب) * إلى قوله * (عابدين) * (2) فلم تزل في ذريته يرثها بعض عن بعض حتى ورثها النبي (صلى الله عليه وآله)، فقال: * (إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا) * (3) فكانت له خاصة، فقلدها عليا (عليه السلام) بأمر الله تعالى على رسم ما فرضها الله، فصارت ذريته الأصفياء الذين أوتوا الإيمان والعلم (4).
وقول إبراهيم (عليه السلام): * (ومن ذريتي) * " ومن " للتبعيض ليعلم أن فيهم من يستحقها وفيهم من لا يستحقها، ومستحيل أن يدعو إلا لمن هو مثله في الطهارة لقوله: * (لا ينال عهدي الظالمين) *.
وقال: * (فمن تبعني فإنه مني) * يجب أن يكونوا معصومين، ولما سأل الرزق * (وارزق أهله من الثمرات) * سأل عاما، ولما سأل الإمامة سأل خاصا قال:
* (ومن ذريتي) * (5).
قال الصادق (عليه السلام) في قوله * (وجعلها كلمة باقية في عقبه) * (6): أي الإمامة إلى يوم القيامة (7).
قال السدي: عقبه آل محمد (8).
ولما توفي رسول الله (صلى الله عليه وآله) اختلف الأمة في إمامة علي (عليه السلام)، فقالت شيعته وبنو هاشم كافة وسلمان وعمار وأبو ذر والمقداد وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين وأبو أيوب الأنصاري وجابر بن عبد الله الأنصاري وأبو سعيد الخدري وأمثالهم من أجلة المهاجرين والأنصار أنه كان الخليفة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، الإمام لفضله على كافة الناس بما اجتمع له من خصال الفضل والكمال: