الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٢٦٩
والذي يدل على أنه يفيد المعنى الذي ذكرناه ما نقل أن النبي (صلى الله عليه وآله) لما ذكر هذا الكلام قال عمر لعلي: " بخ بخ لك يا علي أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة إلى يوم القيامة " (1).
الحجة الحادية عشرة: قوله (عليه السلام): " أنت مني بمنزلة هارون من موسى " (2) وهارون كان أفضل من كل أمة موسى فوجب أن يكون علي أفضل من كل أمة محمد (عليه السلام).
الحجة الثانية عشرة: أنه (عليه السلام) لما آخى بين الصحابة اتخذه أخا لنفسه، روي أن عليا: قال في مواضع كثيرة: " أنا عبد الله وأخو رسول الله، لا يقولها أحد بعدي إلا كذاب، أنا الصديق الأكبر، وأنا الفاروق الأعظم الذي يفرق بين الحق والباطل " (3) وإنما قلنا إن المؤاخاة تدل على الأفضلية لأن المؤاخاة مظنة المساواة في المنصب، وكون كل واحد منهما قائما مقام الآخر، فلما كان محمد عليه الصلاة والسلام أفضل من الكل كان القائم مقامه كذلك.
الحجة الثالثة عشرة: ما روي أن النبي (عليه السلام) قال في ذي الثدية: " يقتله خير الخلق " (4) وفي رواية أخرى: " يقتله خير الأمة " (5) وكان قاتله علي بن أبي طالب.
الحجة الرابعة عشرة: قال النبي (عليه السلام) لفاطمة: " إن الله أطلع على أهل الدنيا فاختار منهم أباك فاتخذه نبيا، ثم أطلع ثانيا فاختار بعلك فاتخذه وصيا " (6).
الحجة الخامسة عشرة: قالت عائشة: كنت عند النبي (صلى الله عليه وآله) إذ أقبل علي فقال:
هذا سيد العرب. قالت: فقلت: يا رسول الله بأبي أنت وأمي ألست سيد العرب؟

(١) المناقب للخوارزمي: ص ١٥٦ ح ١٨٤، تاريخ بغداد: ج ٨ ص ٢٩٠.
(٢) المناقب للخوارزمي: ص ١٣٣ ح ١٤٨، مناقب ابن المغازلي: ص ٢٨.
(٣) بحار الأنوار: ج ٣٨ ص ٢٣٩ باب ٦٥ ح ٤٠.
(٤) بحار الأنوار: ج ٣٨ ص ١ - ١٦ باب ٥٦ ح ٢٥.
(٥) بحار الأنوار: ج ٣٨ ص ١٥ باب ٥٦ ح ٢٤.
(٦) بحار الأنوار: ج ٣٨ ص ١١ باب 56 ذيل ح 17.
(٢٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 ... » »»