الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٢٦٤
لا يقال: لم لا يجوز أن يكون المراد من هذا الجهاد مع النبيين كما قال تعالى:
* (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) * (1).
لأنا نقول: إن قوله * (على القاعدين) * يدل على أن المراد من ذلك الجهاد:
الجهاد مع أعداء الله.
الحجة الخامسة: التمسك بقصة فتح خيبر.
قالوا: روي عنه (عليه السلام) أنه بعث أبا بكر إلى خيبر فرجع منهزما، ثم بعث عمر فرجع أيضا منهزما، وبلغ ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله) فبات ليلته مغموما، فلما أصبح خرج إلى الناس ومعه الراية، فقال: " لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، كرار غير فرار " فتعرض لها المهاجرون والأنصار، فقال الرسول (عليه السلام): أين علي؟ فقالوا: إنه أرمد، فتفل في عينيه ثم دفع اليه الراية.
ثم قالوا: هذا الحديث وكيفية هذه الواقعة تدل على أن ما وصف به النبي (صلى الله عليه وآله) عليا لم يكن ثابتا في أبي بكر وعمر لأنهما رجعا منهزمين، وغضب الرسول (عليه السلام) من ذلك، وقال: لأعطين الراية رجلا من صفته كذا وكذا، وهذا يوجب أن شيئا من هذه الصفات ما كان حاصلا لأولئك الذين غضب [الرسول] عليهم. ألا ترى لو أن ملكا حصيفا أرسل رسولا إلى غيره في مهم ففرط الرسول في أداء تلك الرسالة، فغضب الملك وقال: لأرسلن غدا رسولا حصيفا حسن القيام بأدائها لكان يعلم كل عاقل أن الذي وصف به الرسول الثاني وأثبته له ليس موجودا في الأول.
الحجة السادسة: إيمان علي كان قبل إيمان أبي بكر، وإذا كان كذلك كان أفضل من أبي بكر.
أما المقدمة الأولى فيدل عليه وجوه:
أحدها: ما روي أن عليا قال على المنبر: " أنا الصديق الأكبر، آمنت قبل أن

(٢٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 259 260 261 262 263 264 265 266 267 268 269 ... » »»