الفصل الأول في ولادته وما يتعلق بها:
ولد (عليه السلام) في ليلة الأحد الثالث والعشرين من شهر رجب (1) سنة تسع مائة وعشر من التاريخ الفارسي المضاف إلى الإسكندر، وكان ملك الفرس يومئذ مستمرا وكان ملكهم ابرويز بن هرمز، فقيل: ولد بالكعبة البيت الحرام (2)، وكان مولده بعد أن تزوج رسول الله (ص) بخديجة (رض) بثلاث سنين، وكان عمر رسول الله (ص) يوم ولادته ثمان وعشرين سنة. فلما نشأ وكبر أصاب أهل مكة جدب شديد وقحط مؤلم، أجحف بذوي الثروة وأضر إلى الغاية بذوي العيال، فقال رسول الله (ص) لعمه العباس وكان من أيسر بني هاشم: (يا عم إن أخاك أبا طالب كثير العيال وقد أصاب الناس ما ترى فانطلق بنا إليه فلنخفف من عياله، آخذ من بنيه رجلا وتأخذ أنت رجلا، فنكفهما عنه).
قال العباس: نعم.